سوق الأسهم قاد أفكاري إلى سؤال أتمنى أن يكون شائكاً: هل نحن، غالبنا او بعضنا، نحب إيجاد البدائل لكل محرم من الكبائر، تختلف في الوسيلة، وربما التسمية، وتتفق في المفهوم أو الشهوة التي تتحقق؟ أم أن الأمثلة التي سأسوق كانت كلها مصادفة؟ سوق الأسهم أوحى بذلك من كثرة ما سمعت في المجالس كلمات القمار، القمار الحلال، مقامرون، «لاس فيغاس»، وغيرها كناية عن إدمان البعض للمغامرة والمضاربة دون تبصر أو روية والدخول عشوائياً أو بالحدس أو بالحظ، كما يفعل لاعب القمار في «الكازينو»، هل هي فقط شهوة الكسب، أم أن فيها سيكلوجية المقامر، أم تراه البحث الدائم عن ممارسة محرم دون إثم. لا أعرف تحديداً كيف يفعل الجميع في السوق، لكن ما مضى، وما يحدث اليوم، يوحي بأن هناك من يقذف المال في ساحة لا يرى هو من يتقاتل فيها، بل هو لا يعرف هل هم يتقاتلون، أو يرقصون، أو لعلهم يمثلون أمامه تمثيلية «النسب» للأعلى والأدنى، وهو فاغر فاه، فاتح كيس مدخراته، أو قوت عياله، لا أجد لما يفعله اسماً غير لعب القمار. لعلكم بدأتم تخمين بقية القائمة، السيدات فعلن فيما يبدو بشكل أسرع، فهن أكثر قناعة من الرجال أن بعض أنواع الزواج هي في الحقيقة ممارسة للرذيلة بستار تحليل يعتبره الكثيرون واهياً، أي ممارسة كبيرة الزنا دون اثمه بشكل أو بآخر. أكل الربا بصيغ تعرفونها في أسواق السلع والمعادن، هذه الصيغ لها أسماء هي صنعت الفرق بين الحلال والحرام رغم تطابق الممارسة. مثل صغير آخر لكنه يشي بتلك الرغبات عند البعض، تسمية عصائر معينة باسم «الشمبانيا السعودية» أو «الواين» السعودي أي أخذ اسم الشراب الكحولي، ثم نزع الكحول عنه بالتسمية، ترى ما هي المتعة من كل هذه «اللفة». انظر الى أكل أموال الناس بالباطل، أكل أموات أقرب الناس أحياناً خصوصاً من النساء تحت مسميات وذرائع اجتماعية أو عرفية. تجد أن كل ما تم تحريفه هو في الحقيقة من الكبائر، فهل المسألة نفسية، أم أنها فهم خاطئ لحكاية إيضاح وجود بديل حلال حرام، أم هو الوقوف على خطوط فاصلة ترتكز فقط على فكرة أو فتوى أو تلاعب في المفهوم الديني، الذي أحس أنه يشوه الحكمة أو الحكم من تحريم أشياء وتحليل أخرى. أعتقد بأن لعلم الاجتماع وعلم النفس كلاماً هنا أكثر مما لعلوم الفقه، فالحرام بين والحلال بين، لكن من يلعبون في مناطق المتشابهات لديهم مشكلات حقيقية، سيكون مفيداً لو عرفنا نوعها، حتى نبدأ في درس حلولها، وإحلال ثقافات أرقى وأجمل مكانها. [email protected] @mohamdalyami