يحيي أبناء الجالية اللبنانية في السعودية ليالي رمضان بطرق مختلفة ليكون الشهر في عيونهم مميزاً، خصوصاً من خلال موائد الإفطار الغنية بعناصر غذائية صحية، كما يفضل كثير من أبناء الجالية الإفطار خارج المنزل في الأماكن المفتوحة، وتحديداً بالقرب من «كورنيش العروس»، لما يمتاز به من المساحات الكبيرة تمكنهم من ممارسة عاداتهم وطقوسهم الرمضانية بكل أريحية. وأفاد حسام اللبناني ل «الحياة» بوجود تجمعات صغيرة على الصعيد الشخصي والعائلي تضم الأقارب والأصحاب على مائدة إفطار واحدة، إضافة إلى وجود تجمع كبير في القنصلية اللبنانية بجدة لأبناء الجالية عموماً، ويتكفل بذلك التجمع أعضاء مجلس الأعمال بالقنصلية اللبنانية. وقال حسام: «يعقد أعضاء مجلس الأعمال بالقنصلية اجتماعاً قبل دخول رمضان، ليحددوا أعداد المشاركين وكيفية ومكان الإفطار الرمضاني الذي غالباً ما يكون في القنصلية أو بأحد الفنادق في جدة، كما أن قيمة الموائد الرمضانية تكون على نفقة الأعضاء المشاركين». وبيّن أن اجتماع الأعضاء في رمضان لا يقتصر على وجبة الإفطار فقط، إنما تنفذ احتفالات وتجمعات سواء لإفطار رمضان أم عشاء أم تكريم ويكون ذلك في القنصلية، لافتاً إلى تزايد الأعضاء المشاركين باستمرار. من جهته، أكد وائل العبسي (أحد المقيمين اللبنانيين) ل «الحياة» وجود عدد كبير من بني جلدته ينظمون جدولاً يومياً للإفطار الرمضاني، ويحرصون على تنظيمه في فترة الإجازة الأسبوعية، ليكون الإفطار في كل مرة على عدد من العائلات المشاركة، كما أن الأسر المشاركة كثيرة، ما يدعو إلى زيادة التنظيم في عملية الإفطار. وأشار إلى أن الكورنيش هو المكان الرئيس لتجمع العائلات على وجبة الإفطار، إذ إن المساحات تكون كبيرة وواسعة ويمكن من خلالها عمل سفرة كبيرة تجمع الكل، إضافة إلى عملية الشواء التي تكون حاضرة دائماً في الموائد أفضل مكان لها في الهواء الطلق، والكورنيش يفي بالغرض. وأضاف: «تمتاز وجبة الإفطار الجماعية بالأجواء الروحانية التي يستعيد من خلالها الحضور الذكريات السابقة في بلدنا، إذ إن مائدة الإفطار كانت تجمع الأسر والأحباب والأصدقاء، وها نحن هنا نسير على النهج نفسه باجتماعنا على إفطار رمضان، ومن أكثر ما يميز هذا الشهر أنه تكثر فيه صلة الأرحام وزيارة الأقارب والأصدقاء، فدائماً نقضي الليالي الرمضانية في السهر والأنس وتبادل الأحاديث مع الأصحاب». وأوضح أن الأكلات اللبنانية تكون حاضرة في الموائد الرمضانية، ومن أهمها المقبلات المنوعة مثل الكبة والمتبلات والمعجنات المختلفة أو التبولة والفتوش والفتة والكبة، ومن أنواع الحلى القطايف والكنافة بالقشطة والبسبوسة، مشيراً إلى وجود مشروبات خاصة لا يلذ طعمها إلا في رمضان مثل عرق السوس وقمر الدين والتمر هندي والجلاب.