انتقد رئيس تحرير مجلة «حول الخليج» قبلان السويدي وضع الساحة الشعبية في السعودية، إذ وصف القنوات المهتمة بالشعر ب«العار والسواد الأعظم»، لافتاً إلى مستوى الشعر في المملكة تراجع كثيراً عنه في السابق، إضافة إلى تجاهل وزارة الثقافة والإعلام للشعراء الشعبيين. وقال السويدي ل «الحياة»: «الغالبية العظمى من القائمين على لجنة الشعر في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» ليسوا شعراء، فمن الطبيعي لا يهتمون بالشعر والشعراء، وهذا ما تسبب في تدهور مستوى الأمسيات التي تواكب فعاليات المهرجان»، مشيراً إلى أنه قدّم فكرة رائدة ليس فيها كلفة مادية إلى القائمين على «الجنادرية» لتنظيم الأمسيات، لكنهم لم يهتموا بها - على حد قوله -. وأضاف أن المسابقات الشعرية تنظم بطريقة عشوائية، كون المسؤولين عنها يمجدون أنفسهم أكثر من تقويمهم للشعر والشعراء، «تفاءل جمهور الشعر في مسابقة «شاعر الملك»، التي أقيمت في السعودية، لكنها فشلت في التنظيم والتحكيم بسبب «المحسوبيات»، وذهبت من دون توثيق وتخطيط ملموس، على رغم أنها وجدت دعماً مادياً ومعنوياً»، لافتاً إلى أن المجلات الشعرية أكثر صدقية من الصحف الإلكترونية، التي لا يوجد عليها حسيب ولا رقيب. وأكد أنه لا يزال يكتب شعراً لأسماء نسائية، «الشعر النسائي أصبح كالربيع العربي الذي نسمع به كثيراً، ولم نرى ربيعاً»، مشيراً إلى أن الإثارة في اللقاءات التلفزيونية لا يتصنعها، إنما هي حقيقية، لكن النفاق والكذب أصبح عين العقل، والحقيقة المرة أصبحت إثارة وصنعة شهرة. وشدد على أن القنوات الشعبية جلبت العار، معللاً ذلك بأنها لا تهتم بالمواطن الموهوب أو المثقف الواعي، الذي يضيف لبلاده. ودعا إلى إنشاء جمعية للشعر أسوةً بدول الخليج، من خلال مقترح قدمه إلى مدير جمعية الثقافة والفنون السابق محمد الشدي، كونها الجمعية الوحيدة التي تحتضن جميع الشعراء والمثقفين. وهاجم وزارة الثقافة والإعلام، لأنها تجاهلت الشعراء الشعبيين من دعوتهم لملتقياتها، وعدم إظهارهم في القناة الثقافية، التي أصبحت تهتم بشعراء الفصيح فقط. وأضاف: «كان لي حضور في تقديم الأمسيات الشعرية عندما كان هناك قيمة للشعر والتراث في السعودية، وتوجه لي دعوات بتنظيم بعض المهرجانات والأمسيات الشعرية، إذ ترأست لجنة الشعر في مهرجان حائل لشعراء الخليج لأعوام عدة، وكذلك لجنة الشعر في الأمن العام بالمنطقة الشرقية عامين متتاليين بدعوة من أمير المنطقة الأمير محمد بن فهد، ولجنة الشعر في مهرجان الجوف، ولجنة الشعر في إدارة المرور، ومكافحة المخدرات، وأشرفت على لجان الشعر بالمملكة من خلال جمعية الثقافة والفنون، وتلقيت الشكر على جهودي في خدمة الشعر من وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لكن خدمتي تلك لم تقدر في الفترة الأخيرة».