شهدت «حملة الكرامة» ضد «الثوار الإسلاميين» انتكاسة في بنغازي وطرابلس أمس، بعدما جوبهت بمقاومة عنيفة دفعت قوات «الصاعقة» التابعة للواء خليفة حفتر، إلى إرسال نداءات استغاثة لقبائل المنطقة الشرقية، بعد تعرض مواقعها في المدينة لهجمات شرسة. كذلك سجل «تحالف الإسلاميين» في العاصمة الليبية (بقيادة مقاتلي مصراتة) تقدماً على خصومهم المتحالفين مع حفتر، إذ أعلن «الثوار» نجاحهم في السيطرة على البوابة الشرقية لمطار طرابلس حيث تدور اشتباكات منذ 12 يوماً للسيطرة عليه. كما أعلن «الثوار» سيطرتهم على مواقع أخرى لمقاتلي الزنتان ولواءي «القعقاع» و «الصواعق»، أهمها «معسكر حمزة» وحي الأكواخ (جنوبالمدينة). ترافق ذلك مع قصف عنيف بالمدفعية والصواريخ شمل محيط خزانات البريقة للنفط ومنطقتي المزراع والفروسية، إضافة إلى «معسكر حمزة» الذي شوهد عمود دخان يرتفع منه. واستولى «الثوار» من داخل المعسكر على آليات تابعة لوزارة الداخلية وعمموا صورها على مواقع في الإنترنت. كما شهدت مناطق السراج وجنزور وقصر بن غشير وأبو سليم وأخرى في الضاحية الجنوبيةلطرابلس وطريق المطار، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة. وسقطت قذيفة مدفعية على جامع عثمان بن عفان في منطقة غوط الشعال في طرابلس. وأمام هذا التدهور، اصدر رئيس الحكومة الموقتة عبد الله الثني قراراً بتكليف رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبدالجليل، بقيادة فريق وساطة «للتواصل مع الأطراف المتقاتلة في طرابلس وحولها ووضع قواعد لوقف الاقتتال وفك الاشتباك». وأبلغت «الحياة» مصادر قريبة من «الثوار الإسلاميين»، أن قرار الحكومة أتى على خلفية «علاقة جيدة جمعت بين عبدالجليل والثوار في ما مضى، لكنها تدهورت بعد تأييده حفتر». وأتى قرار الثني بعد «منعه من السفر» من قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس من جانب «الثوار» الذين يسيطرون عليها، ما استدعى تنديد الحكومة بهذه الخطوة باعتبارها «انتهاكاً للشرعية»، ودليلاً على أن القاعدة الجوية «خارج سلطة الدولة». لكن مصادر مطلعة أبلغت «الحياة» أن الثني تمكن من السفر لاحقاً إلى مطار طبرق ووصل إلى البيضاء. وأوضح مصدر في معيتيقة أن الثني حضر فجأة وطلب طائرة خاصة لنقله مع 26 من مرافقيه، لكن المسؤولين عن تشغيل الجزء المدني من القاعدة، اعترضوا على ذلك باعتبار أن أربعة طائرات فقط متوافرة لنقل المواطنين الذين يملكون حجوزات، إضافة إلى ضرورة الإبلاغ مسبقاً بخط سير الطائرة لإجراء ترتيبات لازمة. في بنغازي، تعرضت ثلاثة معسكرات ل «الصاعقة» في منطقتي أبوعطني وأبوهديمة لهجمات عنيفة من جانب «تحالف الإسلاميين» و «أنصار الشريعة». وتردد أن احد المعسكرات سقط في أيدي المهاجمين، فيما أعلنت مصادر «حملة الكرامة» سقوط 20 قتيلاً في صفوف المتشددين. وعلى رغم تكتم مصادر حفتر على مسار المعركة، أفاد شهود بأن قصفاً عنيفاً استهدف قواته، ترافق مع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأدى قصف لم يعرف مصدره الى تدمير القبة الفلكية في كلية الحقوق في جامعة بنغازي. وأبلغت مصادر «الحياة»، أنه على رغم الحديث عن وصول متطوعين لمساندة حفتر من أنحاء المنطقة الشرقية، فإن قوات «الصاعقة» بقيادة العقيد ونيس بوخمادة «تقاتل بمفردها وهي في وضع حرج جداً». ورأت المصادر أن «الصاعقة» قد لا تتمكن من الصمود طويلاً أمام خصومها. ووجهت قوات حفتر نداءات الى كبرى قبائل المنطقة الشرقية، وخصوصاً «السعادي» و «المرابطون» للنزول «فوراً» إلى ساحة المعركة، و «عدم التخاذل والاكتفاء ببيانات التأييد» لحفتر. وورد في النداءات أن بنغازي «محاصرة من كل الجهات ما يستدعي إنقاذها». في غضون ذلك، نفى المجلس البلدي في الزنتان «إشاعات» عن تهريب سيف الإسلام القذافي من معتقله في المدينة. أتى ذلك بعد توزيع شريط مسجل نسب الى سيف تضمن تهديدات للثوار وتحريضاً على إعادة المنظومة الأمنية السابقة في عهد والده.