علمت «الحياة» أن تحالف «الأمة المصرية» الذي يسعى إلى تشكيله السياسي البارز عمرو موسى يتجه إلى الاكتفاء بالمنافسة على المقاعد المخصصة لنظام القوائم فقط (نحو خمس المقاعد) في التشريعيات المقرر انطلاقها في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على أن يترك لأطرافه حرية تشكيل تحالفات أخرى للمنافسة على المقاعد المخصصة للنظام الفردي. وكان حزب «الوفد» أعلن عقب اجتماع لهيئته العليا خوض الانتخابات ب «تحالف الوفد المصري» الذي شكله ويضم أحزاب «المصري الديموقراطي الاجتماعي» و «الإصلاح والتنمية» و «المحافظين» وعدداً من الشخصيات العامة. وكانت هذه الأحزاب تشكل القوام الرئيس لتحالف «الأمة المصرية»، ما استدعى مسارعة موسى إلى الاجتماع بها مساء أول من أمس في محاولة للتوصل إلى مساحات توافق والتقاء، وفقاً لما أكده مسؤول مكتبه الإعلامي أحمد كامل. وقال كامل إن «تحالف الوفد المصري» لم يوقع على وثيقة «تحالف الأمة المصرية» بقيادة موسى «لكننا في نقاش مستمر... آثرنا البدء بمناقشة تشكيل القوائم لأنها أيسر، والمفترض أن تمثل الفئات فيها وفقاً للاستحقاق الدستوري ولا تقوم على المحاصصة الحزبية. سيكون للمجالس القومية دور في ترشيح أعضائها، والحوار بين قيادات الأحزاب ممتد لنصل إلى توفير التمثيل العادل للفئات المهمشة داخل البرلمان». وقال إن «الهيكل التنظيمي للتحالف لا يزال تحت الدراسة، وهناك خطوات إيجابية في الحديث مع حزب المصريين الأحرار لضمه إلى التحالف». وأشار إلى أن «بناء تحالف يحتاج جلسات طويلة، والساسة في مصر لا تجمعهم كلمة، ومن الصعوبة بمكان توفيق الرؤى». غير أن التحركات على الأرض تصب في اتجاه فشل تحالف موسى. وقال نائب رئيس حزب «المؤتمر» صلاح حسب الله أن حزبه الذي كان أسسه موسى يعقد جلسات مكثفة مع «تحالف الحركة الوطنية» بزعامة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق بالتزامن مع اجتماعات «تحالف الأمة المصرية». وأضاف: «سنحسم خيارنا وفقاً لعدد من المتغيرات خلال الأيام المقبلة». واستغرب الحديث عن تحالف للمنافسة على القوائم فقط، معتبرا أنه «طرح غريب، فكيف نتحالف على خمس المقاعد ونتنافس على غالبيتها؟ هذا حديث متناقض». واستغرب إعلان «الوفد» تحالفه، مشيراً إلى أن «قيادات الوفد حضرت اجتماع (أول من) أمس وتحدثت على أنها جزء من تحالف الأمة المصرية». غير أن وزير الخارجية السابق محمد العرابي القريب من النقاشات أبدى تشاؤماً حيال فرص إشهار تحالف موسى. وقال ل «الحياة»: «لا أعتقد بوجود تحالف من الأساس. بوادر الانهيار قريبة». وعزا الفشل في تشكيل التحالف إلى «الإصرار على المحاصصة الحزبية والزعامات إضافة إلى وجود بعض رموز الحزب الوطني داخل أحزاب، وكلها أمور كان يجب تجاوزها... هناك أحزاب يعتريها وهم القوه وتخمة المال في مقابل فقر أحزاب أخرى، وكلها تعبر عن أمراض السياسية المصرية».