تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني «للتهنئة لمناسبة شهر رمضان»، في ثاني إشارة انفتاح قطرية على القاهرة منذ انتخاب السيسي. لكن مسؤولاً مصرياً تحدث إلى «الحياة» رفض «تحميل اتصال للتهنئة أكثر مما يحتمل». إلى ذلك، عرض رئيس الوزراء إبراهيم محلب الموازنة المعدلة للعام المالي الجديد على الرئيس بعد أن خفض مجلس الوزراء بمقدار 52 بليون جنيه العجز المقترح في نسخة أولى رفضها السيسي الذي اعتبر أنها تعني «وصول الدين العام للبلاد إلى أكثر من تريليوني جنيه». من جهة أخرى، كثفت الأحزاب نقاشاتها لتشكيل تحالفات انتخابية قبل أقل من ثلاثة أسابيع من بدء إجراءات الانتخابات التشريعية. وعلمت «الحياة» أن «التيار الشعبي» الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي وحزب «الدستور» الذي دعمه في الانتخابات الرئاسية، سينضمان إلى تحالف يقوده حزب «الوفد»، وأن رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى يتجه إلى خوض الانتخابات على قوائم هذا التحالف في محافظة الغربية. ويجري «الوفد» مشاورات لتشكيل تحالف يضم موسى وأحزاب «المصري الديموقراطي الاجتماعي» و «المحافظين» و «التجمع» و «المصريين الأحرار» الذي كان أعلن خوض التشريعيات منفرداً، وكلها أحزاب كانت داعمة للسيسي في الانتخابات، إضافة إلى «التيار الشعبي» وحزبي «الدستور» و «الكرامة» الداعمين لصباحي. وكشف ل «الحياة» مصدر مطلع على تفاصيل المشاورات الحزبية أن «النقاشات لتشكيل تحالف مدني كبير تدور حول المحاصصة لكل حزب في مقابل التمويل»، مشيراً إلى أن «الوفد ستكون له الكتلة الأكبر من المرشحين، فيما رصد مؤسس المصريين الأحرار نجيب ساويرس 300 مليون جنيه كأعلى موازنة فردية لتمويل مرشحين، ويجري موسى مشاورات الآن لضم أحزاب جديدة إلى التحالف كي لا يحصل الوفد على الكتلة الأكبر من المقاعد». وأشار إلى أن ساويرس يرهن انضمام «المصريين الأحرار» إلى التحالف بألا يحمل اسم «الوفد» حتى «لا يصب في مصلحة حزب واحد». وأضاف أن «الاتجاه الأرجح هو الاستجابة لهذا الطلب». وتوقع أن تكون المنافسة بين تحالف كبير يقوده «الوفد» وتحالفين أصغر أحدهما لحزب «الحركة الوطنية» الذي أسسه رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق. وأوضح أن «التحالف الذي سيقوده الوفد وموسى سيكون الأكبر إذا تم اعتماده، وسيخوض المنافسة على المقاعد المخصصة للقوائم (120 مقعداً)، فيما سينسق مع أحزاب محسوبة على الحزب الوطني المنحل في المقاعد الفردية، لا سيما في الصعيد». وقال: «هناك كبار لعائلات وعواقل مضمون فوزهم. فلماذا نعادي هؤلاء؟ لا نريد أي تفتيت للكتلة المدنية تستفيد منه الأحزاب الدينية». ورأى أن الأحزاب الداعمة لصباحي «ستكتفي بضمان التمثيل في البرلمان». وقال عضو الهيئة العليا في حزب «الوفد» عصام شيحة ل «الحياة» إن «الوفد اتفق بالفعل مع صباحي على انضمام التيار الشعبي، كما اتفق مع رئيس حزب الدستور هاله شكرالله، ورئيس حزب الكرامة محمد سامي، وسيتم إعلان هذا الاتفاق عقب اجتماع لوضع اللمسات الأخيرة» اليوم. غير أن القيادي في «التيار الشعبي» عبدالعزيز الحسيني أكد ل «الحياة» أن «لا اتفاق نهائياً حتى الآن». وقال: «طرحنا عليهم ضرورة أن تخوض الأحزاب المدنية كلها المنافسة على القوائم بتحالف واحد، فيما يجري التنسيق أو التحالف في الفردي لأننا نرى أنه إذا تعددت قوائم الأحزاب فلن يستطيع أحد الفوز، وفي حال أبرم اتفاق في شأن القوائم فسيكون من السهل التحالف في الفردي». وأشار إلى أن «الجميع مرحب بما طرحناه لكن لا توجد اتفاقات نهائية على الأرض، وحتى كل التحالفات المعلنة قابلة للتغير. الصورة ليست واضحة». وكان صباحي رفض مقاطعة الانتخابات البرلمانية، معتبراً أنها «ضعف وجُبن وتضعنا في زاوية ضيقة ولا تخدم الحياة السياسية». وأضاف في مؤتمر عقده في منزله في مدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ: «يجب أن نتقرب من المواطنين ونحترم إرادتهم. ميدان الثورة ليس مفتوحاً الآن لأن المواطن لم يعد يتقبل الحديث عن الثورات لاعتقاده بأنها ضد متطلبات حياته اليومية من الأمن والأمان وتوفير لقمة العيش». وأشار إلى أنه يتمنى النجاح للسيسي في مهمته «وأن يوفر للمواطنين ما يحلمون به». في المقابل، قال الأمين العام لحزب «الحركة الوطنية» صفوت النحاس ل «الحياة» إن الحزب الذي يقوده شفيق اتفق على التحالف مع «جبهة مصر بلدي» بقيادة وزير الداخلية السابق أحمد جمال الدين. وأضاف أن «هناك أحزاباً أخرى تقدمت بطلبات للانضمام إلينا، أبرزها حزبا الغد والشعب الديموقراطي. وندرس مواقفها». واستغرب رفض أحزاب التحالف مع حزبه لضمه رموزاً من الحزب الوطني المنحل. وقال: «هذه الأحزاب تتسابق على ضم الوطني... دخلوا في حديث مع منتمين إلى حزبنا، وهذا حديث يدعو إلى الدهشة». وأكد أن تحالفه «سيخوض الانتخابات على كل المقاعد سواء المخصصة للمنافسة بالنظام الفردي أو القوائم. وسنضع معايير لاختيار المرشحين أياً كانت انتماءاتهم». وتوقع التنسيق مع التحالف الذي يجري عمرو موسى مشاورات لتشكيله.