أعلنت شركة «فينترسهال» الألمانية للنفط والغاز العائدة لشركة «باسف» العاملة في بلدان نفطية، بينها ليبيا وقطر والإمارات، تحقيق أرباح بلغت 1.068 بليون يورو (1.4 بليون دولار) عام 2011 «. ولفت رئيس مجلس إدارتها بيتر زيله في مؤتمر صحافي في كاسل، إلى «ارتفاع دخل الشركة بنسبة 12 في المئة ليصل إلى 12.1 بليون يورو (15.7 بليون دولار) مقارنة به عام 2010، على رغم توقف الإنتاج في ليبيا بين شباط (فبراير) ومنتصف تشرين الأول (اكتوبر) الماضيين». وأكد أن شركته العاملة في ليبيا منذ أكثر من 50 سنة، كانت «الأسرع بين مثيلاتها في استئناف الإنتاج بعد الثورة، فتمكنت بداية من استخراج 20 ألف برميل من النفط الخام يومياً، ثم ارتفع الإنتاج تدريجاً ليصل حالياً إلى 60 ألفاً. ولا يزال أمامها جهد كبير للعودة إلى إنتاج 100 ألف برميل التي كانت تستخرجها قبل بدء الثورة. وتُعتبر «فينترسهال» أكبر شركة للتنقيب عن النفط والغاز في ألمانيا، واستثمرت حتى الآن أكثر من بليوني يورو في 150 بئراً محفورة. وتحتل ليبيا المرتبة الأولى بين الدول العربية النفطية المورّدة إلى ألمانيا، إذ تصدر إليها 10 في المئة من حاجاتها النفطية. وأثنى زيله على العاملين الليبيين في شركته، وعددهم نحو 340 شخصاً لصمودهم وحفظهم مواقع الشركة ومنشآتها، التي لم تصب بأذى خلال النزاع المسلح. ورأى أن المسؤولين الليبيين الذين التقاهم في طرابلس أخيراً «سيحترمون الاتفاقات القائمة مع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط»، مشيراً إلى أن شركته «مساهم قوي في تنمية البلد». ولفت إلى أن الشركة «تطوّر عملية تكنولوجية تنهي مسألة حرق الغاز المصاحب للنفط المستخرج، وتسمح باستخدامه لتوليد الكهرباء للعاصمة طرابلس ومناطق أخرى». وقال: «هذا أمر جيد للبيئة لأنه يخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، وللاقتصاد والتموين المحلي». وعن أسعار النفط في العالم، توقع رئيس الشركة «بقاء السعر مرتفعاً في حدود 120 دولاراً للبرميل»، مضيفاً أنه ينتظر زيادة في الدخل والربح في نهاية هذه السنة، بعد استعادة شركته طاقة الإنتاج الكاملة في ليبيا. وتنشط شركة «فينترسهال» في التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما في روسيا والأرجنتين والنروج أيضاً. وتتعاون في شكل وثيق مع شركة «غازبروم» الروسية ليس فقط في سيبيريا بل في ليبيا أيضاً. وأكد زيله أن شركته «مصممة على زيادة استثماراتها في روسيا والأرجنتين وبحر الشمال الواعد، كما في ليبيا وقطر والإمارات بمبلغ 4.5 بليون يورو (5.8 بليون دولار) حتى عام 2015. لكن أوضح أن «الشرط الأساس لذلك هو تحقيق أرباح سنوية لا تقل عن 4.5 في المئة». وبسبب المنافسة الشديدة في مجال استخراج الغاز وبيعه بأسعار تنافسية، توقع «عدم تمكّن شركته من الاحتفاظ مستقبلاً بمستوى الدخل الذي حققته منه حتى الآن»، لافتاً إلى أنه من مؤيدي ربط سعر الغاز بسعر النفط دولياً. ورداً على سؤال ل «الحياة» عن أعمال «فينترسهال» في قطر والإمارات، أكد زيله أن الشركة «تنقّب عن الغاز وتستكشفه في ثلاث مناطق قبالة سواحل قطر، واستثمرت في هذا المجال 200 مليون دولار من دون تحقيق نجاح كبير حتى الآن». لكن استدرك قائلاً: «أنا انتظر مثل هذا النجاح في قطر». وبعدما أشار إلى أن شركته وقعّت اتفاقاً مع الإمارات للتنقيب عن النفط والغاز، وافتتحت مكتباً تمثيلياً لها في أبو ظبي، أعلن أن «لديها أيضاً أعمالاً في دبي ورأس الخيمة والشارقة». وأوضح أن الشركة «تعتزم المشاركة بنشاط أكبر في مشاريع تنقيب طويلة الأجل في منطقة الخليج، مع استخدام تكنولوجيات متطورة تؤمن سرعة في العمل وتحدّ من أخطار الاستكشاف مع خفض الكلفة». وردا على سؤال آخر، ذكر أن شركته «لا تفكر في المشاركة في استخراج النفط من الحقول التي اكتشفت أخيراً بين لبنان وقبرص وإسرائيل»، عازياً ذلك إلى «عدم قدرتنا على التواجد في كل الأماكن وتشتيت قدراتنا، ولا بد لنا من التركيز على الأماكن التي نعمل فيها حالياً وهي غير قليلة».