يمر قطاع الطاقة النظيفة حالياً بفترة تشبه مرحلة اقتناص الفرص الاستثمارية غير المتكرّرة، والتي تتطلّب دراسة أوجه الاستثمار والفرص الاستثمارية الممكنة، انطلاقاً من حجم المتطلبات المتزايد للقطاعات الاقتصادية من الطاقة، وخصوصاً القطاعات الصناعية وقطاع الطاقة الكهربائية، إضافة إلى متطلبات الأفراد والمجتمعات من الطاقة النظيفة. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن «ما يميّز هذه المرحلة هو تسجيل تطورات عالمية تؤكد تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية لمصلحة دعم مشاريع الطاقة النظيفة واستخداماتها، إلى جانب تطوير إنتاجية المصادر النظيفة، ما ساهم في توسيع فرص الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية والرياح، لتبشر هذه التطورات بنمو الصناعة وتقنياتها خلال فترة قصيرة». ولفت إلى أن «قطاع الطاقة المتجدّدة سيحتاج خلال الفترة المقبلة إلى تركيز جهود الشركات المعنية وأصحاب المشاريع وأصحاب الابتكارات والاختراعات، إضافة إلى المموّلين والمهتمين بتطورات تقنيات القطاع، لمحاولة التأثير في حجم التركيز الاستثماري والدعم الذي يلقاه القطاع للوصول إلى حال من التوازن بين مستويات التمويل المتركّز ومستوياته الحالية، بهدف دعم إنتاج طاقة أكثر فاعلية في المرحلة الأولى وصولاً إلى إحداث تحوّل دولي نحو إنتاج طاقة منخفضة الانبعاثات الضارة وتقليل حجم التمويل للمشاريع التي تستخدم مصادر الطاقة التقليدية». السعودية واستعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز في منطقة الخليج خلال الأسبوع. ففي السعودية، تعاقدت «الشركة السعودية للكهرباء» على شراء 13 وحدة توليد غازية، في إطار تعزيز النظام الكهربائي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية. وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة أن قيمة العقد تبلغ 940.9 مليون ريال (251 مليون دولار)، وأن قدرة الوحدة تراوح بين 55 و80 ميغاوات. وأعلنت وزارة التعليم العالي توقيع عقد مشروع إنشاء محطة الكهرباء للمدينة الجامعية في جامعة «جازان»، ضمن عقود إنشائية لعدد من المشروعات الجامعية الخدمية الجديدة بكلفة إجمالية بلغت 470 مليون ريال. إلى ذلك، أعلنت السعودية اكتشاف كميات من الغاز في منطقة البحر الأحمر وشمال المملكة والربع الخالي، يمكن استغلالها تجارياً، مؤكدة عدم وجود نية لاستخدامها حالياً، واستكشاف أنواع من البترول الثقيل والغاز غير التقليدي في مناطق مختلفة من المملكة. وكشف وزير البترول والثروة المعدنية أن إنتاج المملكة من النفط الخام يتجاوز حالياً عشرة ملايين برميل يومياً، مقارنة ب 8.8 مليون برميل في نيسان (ابريل) الماضي. وأنهى تحالف بقيادة شركة أعمال المياه والطاقة الدولية «أكوا باور» السعودية، ويشمل كلاً من شركتي «سامسونغ سي اند تي كوربوريشن» (سامسونغ) الكورية و «صندوق البنية التحتية» (مينا) الإماراتي، إصدار أمر البدء بأعمال إنشاء مشروع القُريّة المستقل لإنتاج الكهرباء. ويقع المشروع، والذي سيُطوّر على أساس نظام «البناء ثم التملك ثم التشغيل»، في منطقة القُريَة على الساحل الشرقي من المملكة، وسيدعم شبكة الكهرباء السعودية في شكل ملحوظ. وأُسست «شركة هجر لإنتاج الكهرباء»، وهي شركة المشروع، بملكية 50 في المئة للتحالف الفائز و50 في المئة للشركة السعودية للكهرباء. وأشارت شركة «هجر لإنتاج الكهرباء» إلى أن طاقة مشروع القُريّة تبلغ 3927 ميغاوات، في حين أن الطاقة الإنتاجية التصميمية تجعله أكبر محطة كهرباء مستقلة في العالم تعمل بتقنية الدورة المركبة، التي تعمل بالغاز الطبيعي. قطر وفي قطر، أعلنت الحكومة توقيع اتفاق مع «رويال داتش شل» لبناء مجمع للبتروكيماويات بكلفة 6.4 بليون دولار في مدينة راس لفان الصناعية. وأشار وزير الطاقة محمد السادة إلى أن الاتفاق ليس بديلاً عن اتفاق مماثل مع «اكسون موبيل» الأميركية، بل استمرار للإستراتيجية الوطنية، إذ يجرى الإعداد لمجمعات بتروكيماوية أخرى. وأعلنت شركة «سنتريكا» البريطانية أنها وقعت مذكرة تفاهم مع «قطر للبترول» للبحث عن فرص استثمار مشتركة، بعد أسبوعين من الإعلان عن صفقة ببليون جنيه إسترليني (1.56 بليون دولار) لشراء مجموعة من الأصول من «شتات اويل» النروجية. وأوضحت «سنتريكا» أن الاستثمارات تستهدف مشاريع جديدة وقائمة في قطاع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال وتخزين الغاز وفرص في قطاع التكرير والتسويق. وقال رئيس مجلس إدارة شركة «راس غاز» حمد راشد المهندي إن «شركته وافقت على بيع 1.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى شركة (سي تي سي) التايوانية»، موضحاً أن توريد الغاز سيبدأ عام 2013، على أن تزداد الأحجام باضطراد بحلول عام 2016. الإمارات والعراق وفي الإمارات، كشف وزير الطاقة محمد الهاملي عن قرب موعد اكتمال خط أنابيب لنقل النفط إلى الساحل الشرقي للبلاد، مشيراً إلى اكتمال الخط الممتد إلى إمارة الفجيرة تقريباً، الذي يستطيع نقل نحو 1.4 مليون برميل من النفط يومياً. وأكد إمكان زيادة سعة خط الأنابيب إلى 1.8 مليون برميل يومياً كحد أقصى. وفي العراق، أعلنت إدارة محافظة كركوك أنها تعتزم تمديد عقد الكهرباء مع إقليم كردستان إلى 15 عاماً، وأكد عضو لجنة النفط والطاقة في مجلس محافظة كركوك جمال مولود أن محافظ كركوك سيناقش الموضوع مع رئيس إقليم كردستان. وقرّرت وزارة الكهرباء في الإقليم في آب (أغسطس) تزويد محافظة كركوك ب225 ميغاواط من الكهرباء لخمس سنوات. وكان مجلس محافظة كركوك أشار سابقاً إلى تخصيص 200 بليون دينار (171.6 مليون دولار) لإنشاء محطة كهرباء في المحافظة غير مرتبطة بالشبكة الوطنية، بطاقة نحو 400 ميغاواط، على أن تنفذ على مرحلتين.