على رغم ما يكتنف هوية الناقل الرسمي لمنافسات كرة القدم السعودية من غموض على الأقل حتى مثول الصحيفة للطبع، إلا أن خروج مجموعة «إم بي سي» أمس بإعلان توقيعها عقد تعاون حصري مع شركة العالمية المتخصصة في نقل المنافسات الرياضية أثار جدلاً واسعاً حول أهدافه، قبل أن تتعاطى معه شريحة واسعة من إعلاميي المجموعة كمؤشر قوي لفوز المجموعة بالكعكة الضخمة. إعلاميو مجموعة «إم بي سي» حضروا بشكل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي أمس، وعلى رأسها «تويتر» بعضهم هنأ المجموعة، والبعض الآخر اكتفى بالتأكيد على أن مسألة الفوز باتت مسألة وقت، على رأسهم جاء مقدم برنامج «أكشن يا دوري» وليد الفراج اكتفى بتلميح لا يحمل جزماً واضحاً، فغرد بصورة التوقيع الرسمي مع شركة العالمية وعلق عليها بالقول: «Mbc والشركة العالمية في شراكة كبرى نحو إنتاج رياضي مبهر للأنشطة الرياضية.. نقدر نقول بسم الله، لا يصح إلا الصحيح»، فيما جزمت زميلته مهيرة عبدالعزيز فكتبت: «MBC بحرفيتها ومهنيتها تفوز بنقل أقوى دوري عربي.. مبروك لكم ولنا»، وبالطريقة ذاتها كتب مراسل العربية محمد القناص: «مبروك لنا في أكبر مجموعة إعلامية في العالم العربي الحصول على حقوق الدوري السعودي، المنطق والعقل يفرض أن يكون الدوري السعودي على قنوات إم بي سي». وفيما لا يزال القرار وحتى اليوم وبحسب التأكيدات الرسمية كافة محل درس، ولم تحصل أياً من القنوات المتنافسة على حقوق النقل، شكل ثقل الوجوه الإعلامية في مجموعة ال«إم بي سي» قوة ضغط واضحة باتجاه إقناع الشارع الرياضي بقدرة المجموعة على النقل ما يعزز من فرصهم بالفوز بالكعكة. لكن الأطراف المقابلة لم تلتزم الصمت في وجه هذه الضغوط، إذ جاءت تغريدة مقدم برنامج «كورة» على قناة روتانا تركي العجمة حاملة إسقاطات مختلفة بين ثنايا حروفها، فكتب: «الشراكات الاستراتيجية لروتانا مع سكاي سبورت وفوكس سبورت العالميتين قد تعطي المشاهد تجربة جديدة في النقل إذا طرحت للمنافسة وفازت روتانا»، ليؤكد دونما تصريح بأن فوز «إم بي سي» بالحقوق يعني ابتعاد هذا الملف عن الدخول في منافسة حقيقية، إضافة إلى جاهزية روتانا على النقل. فيما كتب الإعلامي سليمان المطيويع: «من مصلحة الأندية وكرة القدم فتح مزاد لنقل الدوري، الأندية في حاجة لمداخيل والنقل أهمها»، وتابع: «الشفافية مطلوبة في حقوق النقل، الترسية من دون منافسة يعني أن هناك مستفيد خلف الأمر، والأندية أول المتضررين»، لكن أكثر ما أثار الجدل كانت التغريدة الأخيرة للمطيويع، والتي كتب فيها: «وصل سعر نقل الدوري بحسب ما وصلني، MBC ثلاثمائة مليون، ومجموعة روتانا عرضها يفوق ذلك، هذه الفائدة من المنافسة، والمستفيد صناعة كرة القدم السعودية»، إذ أعيد نشر هذه التغريدة أكثر من 230 مرة. عقد «إم بي سي» مع شركة العالمية والذي شدد الإعلان على حصريته يثير المزيد من الاستغراب، فالشركة ذاتها هي الوحيدة القادرة على تلبية متطلبات النقل في الفترة الحالية، ما يعني أن أي قناة فائزة بحقوق النقل باستثناء السعودية الرياضية ستكون مجبرة على التعاون مع الشركة ذاتها لتوفير عربات النقل ذات الوضوح الكامل HD، ما يطرح سؤالاً مهماً حول نوعية الحصرية التي تربط الطرفين، فهل يمنع هذا العقد «العالمية» من تقديم الدعم لأي ناقل آخر؟ ليجبر الناقل الجديد على البحث عن طرف جديد لتوفير خدمات النقل، على رغم صعوبة العثور عليه في السعودية.