الملل لم يعد مستغرباً بالنسبة إلى طالبات اعتدن على الحضور في مدارسهن يومياً لدخول الحصص ذاتها كل يوم، من هنا تولدت فكرة كسر الروتين لخلق بدائل جديدة، مساحة بسيطة تحولت عبرها حصة «النشاط اللامدرسي» إلى «فسحة رياضية» تتنافس خلالها الفتيات على الإمساك ب«كرة»، أو تسجيل الأهداف، وسط جو من التشجيع والمرح. ذلك لم يلقَ استغراب الطالبات، فالأمر لم ينتظر قراراً رسمياً أو تحولاً جذرياً، كل ما في الأمر أن «النشاط اللامدرسي» غير المحدد أصبح متنفساً لمزاولة الرياضة بشكل طبيعي في إحدى مدارس البنات الثانوية في العاصمة الرياض، حتى وإن غاب تخصص الرياضة عن معلمة النشاط، إذ إن خبرة الطالبات والمعلمات تولدت من تجاربهن المنزلية أو مشاركة بعضهن في الأندية النسائية لتخفيف أوزانهن، خصوصاً أن تحول «النشاط» كان فكرة من المعلمة القائمة عليه إذ فاجأت الطالبات بخبر موافقة إدارة المدرسة لتطبيقه على صفهن، بحيث يتم اختيار نوع من أنواع الرياضة في كل حصة نشاط مع التزام الطالبات بقوانين المدرسة واللعبة الرياضية. بدا الأمر طبيعياً بالنسبة إلى الطالبات وهن يتحدثن إلى «الحياة» بل كان السؤال عن التغيير وقيمته هو المستغرب، إذ اعتبرن أن هذه الفرصة لا تعدو كونها أمراً عادياً، بحكم أنهن اعتدن ممارسة الرياضة خارج أسوار المدرسة بشكل اعتيادي أما في المدرسة فكل واحدة منهن تحاول إثبات قدراتها وخبرتها في لعبة كرة القدم، لكن بعضهن وصفن هذه الخطوة ب«الجبارة»، التي كان من الأولى تطبيقها منذ بداية العام، لإعطاء بقية الصفوف فرصة المشاركة في حصة النشاط الرياضية، إجماع الطالبات جاء حول قيمة هذه الفكرة في رفع معدل تركيزهن خلال بقية الصفوف اليومية. وذكرت مسؤولة في ثانوية البنات ل«الحياة» (طلبت عدم ذكر اسمها) أن تحول حصة النشاط إلى حصة رياضية كانت فكرة رائدة النشاط التي اهتمت بشكل كبير بتطبيق فكرتها لخدمة الطالبات وتطوير مستواهن التعليمي بطرد الملل وقتل رتابة الروتين اليومي، وعلى رغم حساسية الفكرة بالنسبة إلى إدارة المدرسة إلا أنها وافقت عليها ما وجد رد فعل إيجابية لدى الطالبات. وقالت: «تم اختيار صفين من أول ثانوي يتكون من 30 طالبة في كل صف، ليتم تقسيمهن بين جماهير، ولجنة تحكيم، وفريقين للعب كرة القدم بمشاركة مشرفات النشاط والمعلمات، مع التشديد على التزام الطالبات بالزي المدرسي، بينما يتم اختيار لعبة جديدة لكل مرحلة مثل كرة السلة، أو الكرة الطائرة، أو غيرها من الألعاب التي تقترحها الطالبات». وأضافت: «الطالبات بحاجة للتغيير، نظير الملل والاستياء الواضح من التكرار، والرياضة نشاط فعال يخدمهن عضلياً ونفسياً ما يشجعهن على تطوير مستواهن التعليمي فخروجهن من الصف وحده كافٍ لمنح إحساس بالتغيير». بينما تصر المسؤولة على قيمة الفكرة، وقدرة مدرستها على تحقيق نجاح ملفت خلال مراحل تطبيقها إذ تقول: «أتوقع أن تنجح خطوتنا الجديدة، خصوصاً أننا نطبقها ضمن ضوابط العقل والجسم بحاجة للرياضة والدليل تطبيقها في مدارس البنين، بينما توضع أمامنا المعوقات، نخطط مستقبلاً لجمع تبرعات بهدف تخصيص مكان مهيأ بكل وسائل السلامة، والألعاب الرياضية بشكل يجذب الطالبات، ويغير من روتينهن في المدرسة».