لماذا كل مرة تبتكر معلمة طريقة ما لترفه عن الطالبات، يتم توبيخها؟ هل من المفترض أن يصاب الطلاب بالملل ليعرف الفروقات بين أن يكون في المدرسة وبين أن يكون خارج هذه المباني التي تصيبك بالملل والكآبة؟ هذه الأسئلة أطرحها بعد كل خبر يؤكد أن المديرة / المدير وبخا المعلمة أو المعلم على ابتكارهما لما هو جديد كي يضيفا البهجة على طلابهما. آخر توبيخ حدث كان لمعلمة في مدرسة ثانوية بمحافظة الأحساء، إذ سمحت لطالباتها في حصة النشاط أن يمارسن كرة القدم، وأجرت بينهما مباراة، ولم تنته المباراة بفوز أحد الفريقين، بل بتأنيب شديد اللهجة للمعلمة أمام طالباتها. فاستطلعت صحيفة عكاظ رأي إدارة التعليم، فأكد مصدر مسؤول «أن الرياضة محببة لدى الجميع وليس حصرا على الشباب، ولكن يتطلب الأمر عدم تجاوز الأنظمة، وأن الإدارة ستشكل لجنة عاجلة لتقف على أحداث الواقعة». ما الأمر الجلل الذي حدث لتشكل لجنة، ولماذا توبخ المديرة المعلمة، طالما هي حصة نشاط؟ بالتأكيد لم يحدث شيء سوى أن المديرة تجهل أن تنشيط الدورة الدموية للطالبات سيساعدهن على الاستيعاب أكثر، وأن كل ما في الأمر المصدر المسؤول يحاول تفادي هجمة متوقعة من فرقة «الأحمد والدويش»، إن لم يقال سنحقق، ففرقة «الأحمد والدويش» جاهزة لشن حملة ضد التعليم، وأن ممارسة الطالبات للرياضة في حصة النشاط، هي بداية تغريب المجتمع، وأن هناك مخططا خفيا لتدميرنا. وستأخذ فرقة «الأحمد والدويش» خيالات البعض إلى أن هذه مقدمة لإنشاء أندية رياضية للنساء، وأن علينا الوقوف بقوة لمنع هذا المخطط الذي تديره أمريكا بواسطة أحد أذنابها المعلمة اللبيرالية، فيتم منع الرياضة بالمدارس. المشكلة أن المعلمة لو اقترحت أن تلعب طالباتها لعبة «طاق طاق طاقية»، ستصدر فرقة «الأحمد والدويش» بيانا ضد هذا الأمر، صحيح أنهما لن يعتمدا على فكرة التغريب لأن اللعبة قديمة جدا، لكنهما سيأخذان خيالات البعض إلى أن هذه اللعبة تجبر الفتاة على الجري، مما يؤدي إلى وقوعها فتفض بكارتها، وسيصدق البعض هذا التأويل، فيؤيدون منع كل ترفيه. بعيدا عن فرقة «الأحمد والدويش»، ذاكروا لأبنائكم ساعتين في يوم، وفي اليوم التالي ساعة ثم أجعلوهم يمارسون الرياضة، ثم ذاكروا لهم في الساعة الثانية، ربما تكتشفون الفروقات بين أن يتم التعليم دون نشاط وبين ممارسة النشاط، ربما هذه التجربة ستجعلكم تكتشفون فداحة أن تنصتوا لفرقة «حسب الله». S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة