بين تعرّض مراسل «بي بي سي عربي» فراس الخطيب أول من أمس لاعتداء على يد اسرائيلي خلال تغطيته للصراع الدائر في غزة وتظاهر 5 آلاف شخص قبل أيام أمام مقر «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) وسط لندن تأييداً للفلسطينيين، احتجاجاً على التغطية المنحازة لإسرائيل، وجدت الشبكة البريطانية العريقة نفسها أمام انتقادات شتى. واتهم إعلاميون عرب محطتي «بي بي سي» و«سي أن أن» بالانحياز لإسرائيل في الحرب التي تشنها على قطاع غزة، ما يتنافى مع العمل الإعلامي المهني الذي تتغنى به هذه الوسائل الإعلامية وتنادي به، بينما هي أول من يخترق تلك القواعد المهنية في تناقض فاضح وغير مبرر. وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون ومدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن مأمون فندي أن الإعلام الغربي ينحاز إلى إسرائيل، إذ يبادر المسؤول الإسرائيلي بتوصيل المعلومة، بينما المسؤول العربي غير موجود. وأضاف ل «الحياة»: «عندما تطلب أي قناة من إسرائيل ضيفاً للتعليق على الأحداث يتم ترشيح أربعة أشخاص تختار منهم من تشاء، أما على المستوى العربي فلا بد من التحايل على المسؤول حتى يستجيب لك»، مشيراً إلى أن قضية الإسرائيلي شعبه، وقضية المسؤول العربي صورته وشخصه. ولفت فندي إلى أن الظهور المكثف لليهود في الإعلام متطوعين دفاعاً عن شيء واحد هو جزء من الانحياز الإعلامي للإسرائيليين. وأوضح تقرير لصحيفة «غارديان» البريطانية أن هناك 5 آلاف جماعة مؤيدة للقضية الفلسطينية وقعت عريضة اتهام لمؤسسة «بي بي سي» بالانحياز إلى الجانب الإسرائيلي. وذكّر بالالتماس الذي وقّعه كل من نعوم تشومسكي وجون بيلغر وكين لوتش وبراين إينو وجيرمي هاردي: «هذه المجموعة تود تذكير «بي بي سي» بأن غزة أرض فلسطينية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، كما أن إسرائيل تقصف السكان اللاجئين». وأضافت الصحيفة: «مدير الأبحاث في قسم الإعلام في جامعة غلاسكو غريغ فيلو برّر حالة عجز كبار الصحافيين في «بي بي سي» عن التعبير عن القضية من وجهة نظر الفلسطينيين بعدم امتلاكهم المصادر هناك، على حد زعم الصحافيين في المؤسسة». وشككت الصحيفة بنزاهة وشفافية «بي بي سي» في شأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، معتبرة أنها مصدر للشكوك منذ فترة طويلة. وأوضح موقع «بي بي سي عربي» نقلاً عن مصدر في «هيئة الإذاعة البريطانية» أن المحطة تنفي اتهامها بالتحيز لأي طرف في الصراع، مشيراً إلى أن تظاهرة كبيرة نظمتها حملة «التضامن مع فلسطين»، وهي كبرى المنظمات في أوروبا التي تطالب بدعم الفلسطينيين في مواجهة ما تراه سياسات إسرائيلية عنصرية ضدهم. ونشر تحالف «أوقفوا الحرب» المشارك في تنظيم التظاهرة، خطاباً موجهاً ل«بي بي سي» يقول فيه إن «قطاع غزة تحت احتلال وحصار إسرائيلي. وعندما تصورون المحتل كضحية، ومن يخضعون للاحتلال كمعتدين نذكركم بأن مقاومة الاحتلال حق كفله القانون الدولي». وأعرب عن رفضه تصوير القصف الإسرائيلي للمدنيين كرد فعل على إطلاق الصواريخ من غزة، مشيراً إلى أن «هذه الأحداث تقع نتيجة تهجير معظم المواطنين الفلسطينيين من منازلهم، ما جعل المئات منهم لاجئين في قطاع غزة»، وأضاف التحالف في خطابه: «نذكركم بأن إسرائيل تقصف مواطنين أصبحوا لاجئين عندما أجبروا على ترك أراضيهم في 1948 من أجل إنشاء دولة إسرائيل».