كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اقدم جندي اميركي على قتل 16 مدنياً بينهم اطفال ومسنون، خارج قاعدته في ولاية قندهار معقل «طالبان» في جنوبافغانستان امس، في حادث عزز التوتر بين الأفغان والأميركيين، في اعقاب الاضطرابات التي اثارها احراق مصاحف في قاعدة بغرام الأميركية شمال كابول. وسارع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الى إدانة المجزرة «التي لا تغتفر». وأكد في بيان ان «الحكومة سبق ودانت مراراً العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الأرهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين». وأضاف: «عندما يقتل افغان عن عمد من جانب قوات اميركية، فهذا يعني اغتيالاً وعملاً لا يغتفر». وسارع البيت الأبيض الى التعبير عن قلقه من الحادث. وقالت كيتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «نشعر بقلق عميق في شأن التقارير عن هذا الحادث ونراقب الوضع عن كثب». وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً اشارت فيه الى ان «الولاياتالمتحدة تعبر عن اصدق تعازيها للعائلات (التي تأثرت) بإطلاق النار المأسوي». وورد في البيان ان «هذا العمل العنيف الذي ارتكب ضد اصدقائنا الأفغان يثير حزننا». وفي وقت بادرت السفارة الأميركية في كابول الى التحذير من ردود فعل انتقامية، اكد الجنرال الأميركي جون ألن قائد القوة الدولية للمساعدة في احلال الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي، ان اي شخص تثبت مسؤوليته عن مقتل المدنيين ال16 «سيحاسب في شكل كامل عن افعاله»، واعداً بإجراء تحقيق «سريع ومعمق». وأجرى ألن اتصالاً بالرئيس الأغاني مبدياً استعداده للتعاون في التحقيق. وقال الجنرال الأميركي انه «التزم امام شعب افغانستان بإجراء تحقيق سريع ومعمق» في ما حصل. وأفادت تقارير في قندهار بأن الجندي الأميركي خرج من قاعدته، ودهم ثلاثة منازل حيث فتح النار عشوائياً على قاطنيها، ما اسفر عن سقوط 16 قتيلاً بينهم تسعة اطفال وثلاثة نساء ورجال مسنون، عثر على جثث بعضهم محترقة نتيجة اطلاق النار بكثافة. واعترفت «ايساف» بعد 13 ساعة من حصول الحادث، بوجود قتلى من المدنيين الأفغان. وقال مسؤول في القوة الدولية ان الجندي عاد بعد المجزرة الى مكتبه حيث اعتقل. ولم تتضح على الفور دوافع الحادث وملابساته، لكن الثقة بين القوات النظامية الأفغانية والقوات الأجنبية، تزعزعت أخيراً بعد اطلاق جنود افغان النار على جنود اجانب. وقتل ستة عسكريين اميركيين برصاص جنود افغان في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، بعد احراق مصاحف في قاعدة بغرام الأميركية، الأمر الذي قوبل بتظاهرات عنيفة معادية للأميركيين تخللتها مواجهات اسفرت عن سقوط 30 قتيلاً و200 جريح. ومن بين القتلى الأميركيين مستشاران عسكريان اميركيان، قتلهم جندي افغاني في مكتبهما في وزارة الداخلية في كابول التي تعتبر من اكثر الأماكن المحاطة بحراسة مشددة في البلاد. وتبنت «طالبان» معظم الهجمات على الجنود الأجانب في اعقاب حرق المصاحف.