كابول - أ ف ب، رويترز - سلّم الجنود الهولنديون الى القوات الأميركية والأسترالية أمس قيادة مهمتهم التي استمرت أربع سنوات في ولاية اروزجان جنوبأفغانستان، ما أطلق عملية انسحاب أبرز الدول التي تنشر قوات في البلاد، إذ سترحل القوات الكندية عام 2011، فيما حدد الرئيس الأميركي باراك أوباما تموز (يوليو) 2011 موعد بدء انسحاب الجنود الأميركيين الذين يشكلون ثلثي القوات الأجنبية التي يتجاوز عددها 140 ألف جندي. أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون فلمح أخيراً الى إمكان انسحاب قسم من القوات في صيف 2011. وأجريت مراسم تسليم القيادة في قاعدة «كامب هولاند» في اروزجان. وأفاد بيان لوزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاغن: «إننا مرتاحون لأن المجتمع الدولي والحلف الأطلسي يساعدان أفغانستان في الوقوف على قدميها. تحملت هولندا مسؤوليتها وقاتلت من أجل إرساء الأمن وإعادة إعمار أفغانستان». وكان القائد الأعلى للقوات المسلحة الهولندية الجنرال بيتر فان اوم قال الأسبوع الماضي: «حققنا نتائج تفخر بها هولندا»، علماً أن عدد المنظمات غير الحكومية العاملة في اروزجان ارتفع من 6 الى 50 منذ بدء المهمة عام 2006 والتي كلفت الحكومة الهولندية 1,4 بليون يورو، فيما تضاعف عدد المدارس الى 179. وتكفلت هولندا ببناء طريق بين تارين كوت وشورا، المدينتين الأكثر اكتظاظاً بالسكان في اروزجان، وتدريب ثلاثة آلاف جندي أفغاني. وسمح انتشار قواتها أيضاً بتلقيح معظم الأطفال وبناء مركز لتدريب رجال الشرطة وتحسين وسائل النقل. وقال الفريق جويل هاربر الناطق باسم الحلف الأطلسي (ناتو): «نُشيد بتضحيات القوات الهولندية المميزة في اروزجان وتضحيات نظرائها الأفغان»، مؤكداً أن الحلف سيبقي، بعد رحيل الوحدة الهولندية، على قدراته الحالية على صعيد وحدات القتال والتأهيل وإعادة الإعمار»، علماً أن جنوداً أميركيين وأستراليين وسلوفاكيين وسنغافوريين سيحلون بدلاً من الهولنديين الذين نشروا حوالى 1950 جندياً في الولاية منذ الأول من آب (أغسطس) 2006، وقتل 24 في صفوفهم. وكان الحلف الأطلسي أبدى رغبته في تمديد مهمة القوات الهولندية لمدة سنة حتى آب 2011، لكن الاختلافات في الرأي حول المسألة أدت الى سقوط الحكومة في 20 شباط (فبراير) وعدم التمديد للمهمة. وفي حديث نشرته صحيفة هولندية الخميس الماضي، أبدى الناطق باسم حركة «طالبان» يوسف احمدي ابتهاجه لانسحاب الجنود الهولنديين. يذكر أن الحلف الأطلسي يهدف الى تسليم مهمة الأمن الى القوات الأفغانية بحلول نهاية 2014، في وقت يعتبر المراقبون أن تنامي قوة الجيش والشرطة الأفغانيين يشكل تحدياً للرئيس الأفغاني حميد كارزاي. على صعيد آخر، قتل ستة مدنيين في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق لدى مرور سيارتهم في ولاية قندهار (جنوب) أفغانستان في وقت تشير أرقام حكومية إلى سقوط 40 مدنياً على الأقل في أنحاء البلاد الأسبوع الماضي.