بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس محاكمة ما يعرف ب «خلية الشرائع» التي تضم 17 سعودياً ونيجيرياً واحداً متهمين بالتورط في أعمال إرهابية في المملكة والاتصال بتنظيم «القاعدة»، واستهداف آمنين على أراضي المملكة، إضافة إلى المشاركة والإجماع على قتل رجال الأمن والمباحث، وغيرها من التهم. ووجّه ممثل الادعاء العام تهماً كثيرة لأعضاء «خلية الشرائع» في مكةالمكرمة، أمام القاضي والمتهمين، ومنها «اعتناق المنهج التكفيري، وتصوير أماكن تجمعات لأميركيين في المملكة بقصد الهجوم عليها، ومقابلة بعضهم زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن، والمشاركة مع تنظيم القاعدة في الشروع بعمليات تزعزع الأمن في البلاد». واتهم ممثل الادعاء العام عدداً من أعضاء «الخلية» بالتخطيط للهجوم على القنصلية الأميركية في جدة، وآخر بالعمل على إعداد وتدريب أحد أبناء أسامة بن لادن بإلحاقه بأحد المعسكرات التدريبية في السودان للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة، والشروع في تزوير جواز سفر لصالح أحد أبناء أسامة بن لادن بهدف السفر به إلى العراق والمشاركة في القتال الدائر هناك. وشملت بعض تهم «المتهم الأول» نقل أسلحة وذخيرة بقصد الإفساد والإخلال بالأمن بتسلّمه سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة من شخص قابله قرب الحرم المكي الشريف بطلب من أمير تلك الجماعة، وإنزاله تلك الأسلحة في إحدى الاستراحات، ثم نقلها إلى العمارة التي دُهمت صباح يوم الاثنين 9-9-1424ه، وكذلك التقاؤه وتدربه مع زعيم التنظيم في السعودية عبدالعزيز المقرن. وأضاف ممثل الادعاء العام أن المتهم كان أحد أعضاء هذه الخلية، وعاين الموقع المراد تفجيره، إذ تردد مع آخرين على عشرة مواقع بها «أميركيون» ووقع اختيارهم على أحد المواقع ليكون هدفاً للعمل الانتحاري المزمع تنفيذه لو لم تحبط تلك العملية الإرهابية في جدة، وصور وصايا بعض أعضاء هذه الخلية كوداع لهم فيما لو لقوا حتفهم خلال العملية الإرهابية التي كانوا ينوون القيام بها، إضافة إلى استعداده لتصوير وصايا بقية أطراف الخلية لو لم يتم دهمهم من رجال الأمن، والمشاركة بالاتفاق والمساعدة في تزوير بطاقة أحوال ورخصة قيادة، والشروع في الحصول على جواز سفر مزوّر، ونشر أفكار منحرفة، وانتحال صفة رجل السلطة العامة بارتدائه بدلة عسكرية عند نقله بعض أعضاء الخلية، وتزويد بعضهم ببدل عسكرية لارتدائها للتمويه على رجال الأمن تفادياً لكشفهم في نقاط التفتيش. ووجّه للمتهم الثاني تهمة التستر على مطلوبين أمنياً شرعوا في السفر إلى العراق للمشاركة في القتال الدائر هناك، وللمتهم الثالث «اعتناقه المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وكذلك الشروع في القيام بعملية انتحارية في محافظة جدة، كونه سيقود المجموعة الإرهابية المنفذة، وسيتولى تفخيخ السيارات المراد تفجيرها في أحد المجمعات السكنية التابعة لأميركيين». وقال ممثل الادعاء العام إن المتهم الثالث ترك الدراسة في كلية التقنية في الرياض لاعتقاده بأن المناهج الدراسية مُعدة من أميركيين، كما موّل الإرهاب والعمليات الإرهابية بتسلّمه 1500 ريال من أحد أعضاء التنظيم الإرهابي للسفر إلى جدة ومقابلة قائد الخلية لترتيب عمل ضد الأميركيين في المملكة، إضافة إلى استئجار أحد الأوكار الإرهابية باسمه وانتقال أفراد الخلية إليها وحراستهم ليلاً وبحوزته رشاش استعداداً لمواجهة رجال الأمن في حال دهمهم لهم، وكذلك كتابة وصية تحث على قتل رجال الأمن وعدم حراسة مواقع المستأمنين والمعاهدين داخل البلاد والحث على قتالهم وتهديدهم بالقتل. وعرض على المتهم الرابع تهماً تتعلق ب «تضليل المسؤولين في القنصلية السودانية باستخراج وثيقة ترحيل باسم مستعار وجنسيته سودانية للسفر إلى إريتريا للمشاركة في القتال الدائر هناك، استعداداً للعودة إلى المملكة والقيام بأعمال إرهابية ضد المستأمنين والمعاهدين ورجال الأمن، والالتحاق بأحد المعسكرات خارج البلاد (السودان)، والتدرب هناك بقصد العودة إلى المملكة والقيام بأعمال تخل بأمن البلد واستقراره، ومقابلته زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، واجتماعه في أفغانستان مع قائد تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية عبدالعزيز المقرن، إضافة إلى الشروع في تزوير جواز سفر لصالح أحد أبناء أسامة بن لادن بهدف السفر به إلى العراق والمشاركة في القتال الدائر هناك. فيما واجه المتهم الخامس تهماً عدة، من بينها استعداده التام لخدمة التنظيم الإرهابي بكتابة وصيته لزوجته وأهله بعدم إدخال بناته إلى المدارس، وحث ابنه على الخروج على ولي الأمر بعدم جواز النشيد الوطني وتدريس مادة التربية الوطنية. وواجه المتهم ال12 تهمة العمل على إعداد وتدريب أحد أبناء أسامة بن لادن بإلحاقه بأحد المعسكرات التدريبية في السودان للقيام بعمليات إرهابية داخل المملكة، وإظهار الفرح والاستبشار ونشوة النصر بالتفجيرات التي شهدتها مدينة الرياض وما خلفته من رعب وقتل وتدمير وإساءة إلى هذه البلاد بإلصاقه تهمة الإرهاب بها وبأهلها، وإتاحة الفرصة لدول عظمى للتدخل في شؤونها الداخلية واستنزاف ثرواتها ومقدراتها، واجتماعه مع عدد ممن ينتهجون المنهج ذاته بأحد الأوكار الإرهابية بعد وقوع التفجيرات لمشاركتهم الفرحة بذلك. وذكر قاضي الجلسة للمتهمين أن لهم الحق في الاستعانة بمحامٍ للدفاع عنهم، وفي حال عدم استطاعتهم دفع التكاليف فإن وزارة العدل تتولى تعيين محامٍ للدفاع عنهم، كما تم تسليم نسخة من لائحة الدعوى إلى كل شخص من المدعى عليهم ال18.