طهران، موسكو - أ ب، رويترز، أ ف ب - نفت إيران امس، معلومات أفادت بتنظيف مجمّع بارشين العسكري، لإخفاء آثار محتملة لتجارب على أسلحة نووية، فيما جددت موسكو رفضها تزويد طهران أنظمة دفاع جوي، ملتزمة عقوبات مجلس الأمن. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو تحدث عن رصد «نشاطات» في بارشين، مشدداً على ضرورة تفتيشه. لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست شدد على أن «بارشين موقع عسكري، تُنفّذ فيه نشاطات عسكرية تقليدية». وقال: «بعضهم تحدث عن إزالة آثار نشاطات نووية عسكرية، وهذه التصريحات مجرد تكهنات وليست منطقية، بل دعاية باطلة. المطلعون على الفيزياء النووية، يعلمون أن ليس ممكناً تنظيف النشاطات النووية العسكرية»، وإخفاء الأدلة». وجدد تأكيده استعداد إيران لفتح بارشين أمام مفتشي الوكالة الذرية، بعدما منعت وفدين للوكالة زارا طهران أخيراً، من دخول المجمّع. وقال في إشارة إلى المفتشين: «لو تحلّى وفد الوكالة بمزيد من الصبر، وبقي فترة أطول، لربما تمكّن من زيارة بارشين، بعد التوصل إلى اتفاق في شأن إطارها، لكن أمانو طلب عودته سريعاً». أما محمد رضا باهنر، نائب رئيس مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني، فاعتبر أن «أوروبا وأميركا بدأتا حرباً باردة في شكل رسمي ضد إيران»، مضيفاً: «علي الغرب أن يدرك جيداً أن الشعب الإيراني لن يقبل التعامل معه علي أساس السيّد والعبد». في المقابل، ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الملف النووي الإيراني، خلال لقائهما في واشنطن. وكتب الزعيمان افتتاحية مشتركة نُشرت في صحيفة «واشنطن بوست»، أشارا فيها إلى أن ثمة «وقتاً ومجالاً للتوصل إلى تسوية ديبلوماسية»، لكنهما دعيا إيران إلى «الوفاء بالتزاماتها الدولية، أو تحمّل العواقب». أذربيجان في غضون ذلك، أعرب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن ثقته بأن أذربيجان لن تسمح لقوات أجنبية باستخدام أراضيها لشنّ هجوم على إيران. وقال خلال لقائه وزير الدفاع الأذري صفر أبييف: «نحن واثقون من أن إيران لن تواجه أي مشكلة من (أراضي) أذربيجان، صديقتنا وشقيقتنا». وشدد نجاد على أن «الأحداث العابرة لن تؤثر في العلاقات بين طهران وباکو»، مقرّاً بوجود «مشاکل مصطنعة بينهما، يمكن إزالتها»، كما حضّ على «الوعي أمام مؤامرات أعداء البلدين». أما سعيد جليلي، سكرتير المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني، فأبلغ أبييف أن لدى طهران «رؤية استراتيجية» لباكو، فيما كرر وزير الدفاع الأذري تعهد بلاده عدم السماح لقوات أجنبية باستخدام «أجوائها وأراضيها، ضد إيران الصديقة والشقيقة». وكانت أذربيجان المحاذية لإيران، أبرمت مع إسرائيل الشهر الماضي صفقة لتزويدها أسلحة، قيمتها 1.6 بليون دولار. وبرر أبييف ذلك بأن بلاده «مجبرة على تعزيز جيشها». إيرانوروسيا إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن «روسيا القوية وإيران المستقلة تستطيعان أداء دور مؤثّر في التطورات الإقليمية والدولية، لتحقيق مصالحهما». وأشار خلال لقائه يفغيني لوكيانوف، نائب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، إلى أن «التوجهات الخاطئة لبعض الدول الأجنبية، في تنفيذ تدخلات سياسية وعسكرية في بلدان عدة، أوجدت هواجس وقلقاً إزاء بروز التطرف والإرهاب». تزامن ذلك مع تأكيد أناتولي أنتونوف، نائب وزير الدفاع الروسي، رفض بلاده تنفيذ صفقة لتزويد إيران أنظمة صاروخية مضادة للطائرات، من طراز «أس-300»، ملتزمة «في شكل صارم»، حظراً فرضه مجلس الأمن عام 2010 على تصدير أسلحة إلى طهران. حقوق الإنسان على صعيد آخر، انتقد مهمان برست تقريراً أصدره أحمد شهيد، المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، اتهم الحكومة الإيرانية بارتكاب «انتهاكات جوهرية لحقوق الإنسان». واعتبر مهمان برست أن التقرير استند إلى معطيات قدمها «إرهابيون»، في إشارة إلى «مجاهدين خلق»، أبرز تنظيم معارض للنظام الإيراني في الخارج، فيما قال محمد جواد لاريجاني، رئيس لجنة حقوق الإنسان في إيران، إن التقرير «مليء بافتراءات»، مؤكداً أن بلاده «من روّاد حقوق الإنسان في العالم».