اعتبرت إيران أمس، أن «شراكتها الاستراتيجية» مع روسيا تضمن «أمن المنطقة واستقرارها»، فيما حذر الرئيس السابق للاستخبارات الاسرائيلية (موساد) مئير داغان من عواقب «مدمرة» لأي هجوم على طهران التي قال إنها تملك «عشرات» المنشآت النووية، لا أربعة فقط. والتقى علي باقري، نائب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، نظيره الروسي يفغيني لوكيانوف في طهران، في إطار زيارة لإجراء «محادثات استراتيجية» بين مجلسي الأمن القومي في موسكووطهران، يلتقي خلالها المسؤول الروسي أيضاً سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي، ووزير الخارجية علي أكبر صالحي. واعتبر باقري أن «الصحوة الاسلامية سرّعت في انحسار قدرة أميركا في المنطقة»، لافتاً الى أن ايرانوروسيا «تواجهان فرصاً وتهديدات مشتركة على الساحة الدولية»، كما رأى أن «الشراكة الاستراتيجية بين طهرانوموسكو تحقق مصالح الجانبين وشعوب المنطقة، وتشكل ضماناً لأمن المنطقة واستقرارها». ونقلت وكالة «مهر» الايرانية عن لوكيانوف انتقاده «السلوك المزدوج للغرب، مثل مساندته جماعات ارهابية في سورية»، مشدداً على أن «التعاون الاستراتيجي مع ايران يحظى بأهمية فائفة بالنسبة الى روسيا». في غضون ذلك، تعهد وزير دفاع أذربيجان صفر أبييف أن بلاده «لن تسمح لأي دولة باستخدام أراضيها ضد ايران، أياً تكن الظروف». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) عن أبييف قوله بعد لقائه نظيره الايراني أحمدي وحيدي ان «ايران الدولة الأكثر قوة في العالم الاسلامي»، متعهداً مواصلة تحسين العلاقات العسكرية بين البلدين. أما وحيدي فأشاد بالعلاقات «العريقة» بين طهران وباكو، معتبراً أن التعاون العسكري بينهما «يضمن أمن المنطقة». وكانت أذربيجان المحاذية لإيران، أبرمت مع اسرائيل الشهر الماضي صفقة لتزويدها أسلحة، قيمتها 1.6 بليون دولار. داغان الى ذلك، اعتبر داغان أن «الايرانيين أسياد في التفاوض، واخترعوا ما أسمّيه ثقافة البازار، في شأن كيفية التفاوض». وحذر في حديث لشبكة «سي بي أس» الأميركية، من أن أي هجوم على ايران سيشعل «حرباً إقليمية، والحروب نعرف كيف تبدأ، لكن لا نعرف مطلقاً كيف تنتهي»، معتبراً أن طهران قد تردّ بإطلاق آلاف الصواريخ، ما سيُحدث «تأثيراً مدمراً على قدرتنا على مواصلة حياتنا الطبيعية، وأعتقد بأن اسرائيل ستكون في وضع خطر جداً لفترة من الوقت». وأشار داغان الى أن ثمة «عشرات» المنشآت النووية في ايران، لا أربعة فقط، مؤكداً أن لا ضربة عسكرية قادرة على وقف برنامجها الذري، بل تأجيله فقط. أما هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأميركي السابق، فاعتبر أن على الولاياتالمتحدة الافتراض بأن طهران تعمل على صنع سلاح نووي، وقال لشبكة «سي إن إن»، في اشارة الى الايرانيين: «لست مرتاحاً على الإطلاق الى تقارير استخباراتية مزعومة تفيد بأننا لا نعلم هل يعملون فعلاً على إنتاج أسلحة نووية. أعتقد بوجوب أن نعمل انطلاقاً من افتراض بأنهم ينفذون كلّ ذلك لامتلاك قدرة (ذرية) عسكرية، ولا أعتقد بوجود خلاف في هذا الشأن». وأضاف: «ايران معزولة أكثر من أي وقت مضى، وأرى لماذا قد يعتقد الاسرائيليون بأنهم اذا وجّهوا ضربتهم الآن، لن تنال ايران مساندة دولية مهمة».