يوم الأربعاء الماضي شهدت مدارس التعليم العام والخاص نسبة غياب كبيرة جداً بين الطلاب وحتى الطالبات اللاتي حضر أولياء أمورهن لإخراجهن من المدارس بحجج واهية لم تنطل على من يعلم السبب الحقيقي للغياب والخروج، وهو مشاهدة مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الأسترالي التي أقيمت في توقيت لا يزال فيه اليوم الدراسي قائماً، وتبقت منه الحصة الأخيرة التي أجزم أنه حتى الحضور القليل جداً الذي حضر في المدارس سمح لهم بالخروج مبكراً لأجلها.. ويمكن التأكد من أعداد الغياب بالعودة لسجلات المدارس (أتمنى أن تفعلها الوزارة وتطلب إحصائية بنسبة الغياب ذلك اليوم)؛ لتدركوا أن توقيت المباريات في دول شرق آسيا يعد مشكلة تعاني منها المدارس التي جميع طلابها في عنفوان الشباب والحماسة، وهم حريصون على متابعة هذه المباريات، سواء للمنتخب أم لأنديتهم المفضلة، ويمكن أن يضحوا لأجلها بيوم دراسي كامل في مقابل 90 دقيقة مشاهدة، بصحبة أصدقائهم، حتى لو كان وقت المباراة في نهاية ذلك اليوم. فماذا فعلت وزارة التربية والتعليم لحفظ النظام والانضباط في المدارس ومتابعة المباريات في وقت واحد؟ الحقيقة تقول لا شيء على رغم أن الموضوع برمته يجب أن يكون محط اهتمامها ورعايتها وأن تكون صاحبة المبادرات الإيجابية فيه .. فما الذي يمنع من أن يعطى مدير المدرسة صلاحية أن يحيل الوقت الذي تقام فيه المباريات إلى وقت للمتعة أو أن يكون ضمن خطة النشاط اللامنهجي فيها؟ على أن تجهز المدارس للطلاب شاشة عرض في مسرح المدرسة أو أي مكان مناسب فيها وأن يحضر الطلاب مع الكادر الإداري والتعليمي للمشاهدة والتشجيع الجماعي، وهو ما يضفي جواً من الحماسة والإثارة، ويعزز فرص توجيه أي سلوك خاطئ من الطلاب وما قد يصدر عنهم من ألفاظ غير مستحبة كالتي تكثر في الملاعب أو الانفعالات غير المبررة، كما أنه يحفظ الشباب من الذهاب للمقاهي في غفلة من الأهل وعين الرقيب التربوي، ومعلوم ما يمارس فيها من عادات سيئة، أقلها صحبة السوء وأسوأها الوقوع في شرك التدخين والمعسل وما قد يفضي إليه من إدمان للمخدرات. المنتخب انتهى مشواره، لكننا الآن مقبلون على دوري أبطال آسيا وأدواره التالية قد توقع القرعة فيها أنديتنا مع أخرى من الشرق الآسيوي، وهذا يعني العودة إلى المشكلة نفسها، فهل تتحرك الوزارة الموقرة بالتنسيق مع رعاية الشباب وتحقق لطلاب المدارس فائدة الحضور للمدارس ومتعة المشاهدة للمباريات في وقت واحد؟ نأمل ذلك. [email protected] @qmonira