يتكرر الخيار الصعب لطلاب المدارس وخاصة الثانوية كل 4 سنوات، وذلك حينما تتزامن اختباراتهم النهائية مع مباريات كأس العالم .. ويجد أولياء الأمور صعوبة في إقناع أبنائهم بالاهتمام بدراستهم، وتحصيل درجة علمية مرتفعة، في ظل توقيت تلك المباريات، والتي لا تقام إلا مرة واحدة كل أربع سنوات وتشهد تنافسا كرويا قويا، في حضور أسماء عالمية على كل المستويات. ويرى الطالب عادل فيصل أن مواعيد الاختبارات التي تتصادف مع كأس العالم تكون صعبة جدا، حيث نجد صعوبة في ترتيب ساعات يومنا بين المذاكرة ومشاهدة المباريات والنوم، لاسيما أنه أكثر من ثلاث مباريات تقام في اليوم الواحد، فنضطر للتركيز على المهمة منها لإيجاد وقت للمذاكرة، ويوافقه في الرأي الطالب صالح الغامدي والذي قال؛ إنه سيضحي باختبارات الثانوية التي جاء توقيتها مع كأس العالم هذا العام وسيركز على اختبار القياس والقدرات، حيث يرى من وجهة نظره أنها الأهم .. لكن الطالب ممدوح الثمالي قال إن والده أحضر له جهاز فيديو، وعدد من الأشرطة لتسجيل المباريات المهمة، لمشاهدتها بعد الانتهاء من المذاكرة اليومية، حيث ليس هناك حل أحسن من هذا .. عدد من أولياء الأمور مثل (راشد الزهراني وسعيد المالكي وأحمد الغامدي) قالوا إنهم يجدون صعوبة في منع أبنائهم من مشاهدة مباريات كأس العالم حتى وإن منعوهم, فإما أنهم يشاهدنها من خلفهم أو أنهم يذاكرون دروسهم دون تركيز، وطالبوا وزارة التربية بتقديم الاختبارات مرة كل أربع سنوات، والتي تتوافق دائما مع مباريات كأس العالم، خاصة أن موعد تلك المباريات وتوقيتها يكون مجدولا منذ فترة، قائلين أنه على المسئولين تقدير ذلك للطلاب والحماس وحب مشاهدة كرة القدم خاصة عن الطلاب، ويقيسون ذلك بحبهم الشديد ومتابعتهم لمباريات الدوري السعودي، فما بالك بمباريات كأس العالم، والتي تعد خلاصة كرة القدم، مؤكدين أن تقديم الاختبارات أسبوع أو 10 أيام لن يؤثر على سير الدراسة. لكن رئيس قسم النشاط الثقافي بتعليم الطائف الدكتور صالح الثبيتي، يرى أن للأسرة دور كبير في توجيه ورعاية أبنائها بصفة عامة وأداء الاختبارات بصفة خاصة، مشيرا إلى أن احترام الوقت والاستفادة منه مطلب وهدف في نفوس الأبناء، مؤكدا أن مشاهدة الطلاب لمباريات كأس العالم لا تؤثر تأثيرا كبيرا على سير الاختبارات، إذا ما سلمنا أن المدرسة تجري طوال العام اختبارات ومراجعات وأسئلة تطبيقية وواجبات منزلية تجعل الطالب متواصلا مع الكتاب ومستحضرا لكافة محتوى الكتاب، فأيام الاختبارات ما هي إلا استرجاع للمعلومات من خلال القراءة الواعية الناقدة الهادفة التي تثري الفكر بثمرة العلم والقراءة بالاستذكار الجيد للوصول إلى الفهم والإفهام لكافة محتوى الكتاب، فمباريات كأس العالم والمشاهدة لها من قبل الطلاب ما هي إلا تنفيس وإدخال جو المتعة والمرح لإسعاد النفس والتخفيف من هموم الحياة، ليواصل بعدها الطلاب القراءة بروح عالية تنعكس على مستوى الأداء، واختتم الثبيتي حديثه قائلا: من وجهة نظري الشخصية إذا رتب الطالب وقته والاستعداد بصفة مبكرة لأداء الاختبارات لن يؤثر علية مشاهدته لمباراة كأس العالم.