لم تستجب وزارة الشؤون الاجتماعية لمطالبات بعدم نقل 8 أحداث موجودين في دار الملاحظة الاجتماعية في منطقة حائل إلى دور ملاحظة في مناطق أخرى، وجرى نقل أحد الأحداث (تحتفظ «الحياة» باسمه)، إلى منطقة الجوف أول من أمس. وبعد الحريق الذي شب في دار الملاحظة في حائل قبل نحو أسبوعين، ذكر المدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة حائل سالم السبهان أن العمل يجري على «تدوير» (نقل) 8 أحداث من نزلاء «الدار». وأكد مصدر مطلع ل«الحياة»، أن حدثين سيُنقَلان إلى السجن العام وأربعة آخرين إلى دور ملاحظة أخرى، فيما سيتم الأحد المقبل نقل أحد الأحداث الثمانية إلى مستشفى الصحة النفسية للكشف عن حاله الصحية، ولا سيما أنه يتناول أدوية نفسية يومياً، ولديه تقرير طبي سابق من مستشفى الصحة النفسية في الطائف يفيد بأنه يعاني من مرض نفسي. وقال ولي أمر الحدث المنقول ل «الحياة»: «تمكنت بمشقة من زيارة ابني، وهو هنا في حائل لظروفي الصعبة وكبر سني، فكيف ستكون حالي وحال والدته المسنة بعد نقله إلى مدينة الجوف التي تبعد أكثر من 350 كيلومتراً عن مدينة حائل». وأضاف أن ابنه تعرض للظلم، لافتاً إلى أن حادثة الحريق وقعت نتيجة إهمال المسؤولين عن الدار، وهم من يجب أن يُحاسَبوا ويُعاقَبوا، مناشداً الجهات المعنية بعدم تغريب هؤلاء الأحداث. وشددت والدة أحد الأحداث الموقوفين في دار الملاحظة الاجتماعية على أن ابنها تعرّض للظلم والتعسف بعد اتهامه بالتسبب في الحريق من دون دليل، مشيرة إلى أنه وُضِع في سجن انفرادي منذ 13 أياماً، ولم يسمح لها بزيارته. وتابعت: «أصبت بصدمة بعد أن أخبرني ابني الأكبر أن شقيقه الموقوف منذ أكثر من عام مهدد بالنقل إلى دار الملاحظة في الجوف أو القصيم أو الحدود الشمالية، أو بالنقل إلى السجن العام. ولفتت إلى أن ظروفها الصحية لا تسمح لها بزيارته خارج منطقة حائل، ولا سيما أن عائلتها لا تملك سيارة وتستعين بأقربائها لتوصيلها من حي البادية إلى حي النقرة الذي تقع فيه «الدار»، مضيفة أن نقله إلى السجن العام، وهو في هذه السن (18 عاماً) ستفسد أخلاقه بعد أن يختلط برفاق سوء، معربة عن تخوفها من أن يدفعه ذلك الإجراء إلى الإقدام على الانتحار مجدداً. واتصلت «الحياة» خلال الأيام الثلاثة الماضية بالمدير العام للشؤون الاجتماعية في منطقة حائل سالم السبهان للتعليق على نقل الحدث، لكنه لم يجب، على رغم الاتصالات المتكررة. وكانت «الحياة» نشرت الجمعة الماضي خبراً عن إعفاء مدير دار الملاحظة في منطقة حائل من منصبه، وتعيين مساعد مدير مركز التأهيل الشامل في منطقة حائل حمود الهديرس بديلاً عنه، ونقل موظفين آخرين بعد أيام عدة من الحريق الذي اندلع في «الدار» وخلّف أضراراً مادية. يذكر أن دار الملاحظة في حائل شهدت في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي قيام 4 أحداث في دار الملاحظة الاجتماعية في منطقة حائل بشرب سائل تنظيف (شامبو)، كما تم في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام ذاته، إحباط محاولة انتحار حدثين في الدار، بعدما عمدا إلى لف عنقيهما ببطانية، احتجاجاً على حبسهما في غرفة العزل الانفرادي.