لم يجد عشرات الشبان السعوديين والخليجيين، ممن كانوا قبل أشهر معدودة، مدمني مخدرات، «حرجاً» في الكشف عن تعافيهم من هذه «الآفة»، ضمن فعاليات «ملتقى المتعافين الثاني»، الذي دشنه أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد، أمس، بالتزامن مع ورشة العمل الرابعة لمديري الشؤون الوقائية في المناطق، الذي تنظمه مكافحة المخدرات في الشرقية. وهنأ الأمير محمد بن فهد، في كلمة ألقاها خلال حفلة تدشين الفعاليات، رجال مكافحة المخدرات ورجال الأمن على «إنجازاتهم المتواصلة والمشرفة»، وآخرها ما أُعلن عنه نهاية الأسبوع الماضي، من إحباط محاولة تهريب كمية من المخدرات عبر سواحل المنطقة، كانت قادمة من إيران، معتبراً إحباطها «دليل حرص ويقظة رجال مكافحة المخدرات ورجال الأمن». وقال: «إن هذه الآفة لا تحترم شعباً، ولا تقدس ديناً، ولا ترحم صغيراً، ولا توقر كبيراً، فهدفها الجميع، وغايتها الدمار»، مؤكداً أن الدولة «بذلت الغالي والنفيس لمحاربتها، والتصدي لها، وجعلتها من أولى اهتماماتها الأمنية، فحققت الكثير من النجاحات الكبيرة على المستوى الإقليمي والدولي». وشدد أمير الشرقية، على أن «الاهتمام يتواصل ويتزايد في أبناء وبنات هذا الوطن، ومقدراته في كل المجالات، ومد جسور التعاون بين مؤسسات المجتمع»، مشيراً إلى توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة «الأميرة العنود الخيرية» مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، من أجل «تقديم أفضل البرامج والمشاريع التي تصب في مصلحة أبناء هذا الوطن» بدوره، أوضح الأمين العام لمؤسسة «الأميرة العنود الخيرية» الدكتور يوسف الحزيم، في كلمته أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تجسد «الوعي التنموي لدى الناس، وأن يسهموا في حل مشكلاتهم الاجتماعية». بدوره، اعتبر المدير العام لمكافحة المخدرات اللواء عثمان المحرج، تعاطي المخدرات والاتجار بها «مشكلة عالمية، لها أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، ولها آثارها وتأثيراتها على الأفراد والجماعات والأمم، ما أيقظ لدى دول العالم مسؤولية التصدي لها، والعمل الجاد، والتعاون لخفض الطلب عليها، والحد من انتشارها عبر الحدود الدولية». وأوضح المحرج، أن للمملكة «دوراً بارزاً في مجال المكافحة، على المستويات كافة، فعلى المستويين الإقليمي والدولي؛ سارعت المملكة للانضمام للاتفاقات الدولية، والتوقيع على اتفاقات تعاون إقليمية وثنائية، وفتح قنوات الاتصال مع الدول والمنظمات المعنية، والمشاركة في المحافل ذات الصلة، ما انعكس إيجابياً على أعمال المكافحة، ونتائجها، ليس على المستوى الداخلي والإقليمي فحسب، بل تعدى ذلك إلى النجاح في ضبط كميات كبيرة من المخدرات، والحيلولة دون وصولها إلى المملكة، بالتنسيق مع الأجهزة النظيرة في الدول الأخرى، ما دفع دول عدة إلى السعي للإفادة من تجربة المملكة، وخبرتها في هذا المجال، والحرص على مد جسور التعاون معها». ولفت إلى أن مديرية مكافحة المخدرات سعت إلى «مد جسور التعاون مع أجهزة الدولة المختصة، باعتبارها شريكة إستراتيجية في الحد من هذه الظاهرة، فقامت بتوقيع مذكرات تعاون مع جامعات المملكة، والأجهزة التعليمية والتدريبية، إضافة إلى تعاونها مع أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ودعم وتعزيز جهودها والتعاون والتنسيق الدائم والمستمر بين المديرية ومستشفيات الأمل، ومختبرات السموم، وكذلك هيئة الغذاء والدواء، ومصلحة الجمارك، وحرس الحدود، والجهات الأمنية، والتحقيقية، والقضائية، والجمعيات الخيرية. وكان آخر هذه الجهود مذكرة التعاون بين مؤسسة الأميرة العنود الخيرية، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، التي وقعها الأمير محمد بن فهد بصفته رئيساً لمجلس أمناء المؤسسة». وأثنى على دعم ورعاية أمير الشرقية، للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في الشرقية، «ما جعلها تتميز عن باقي إدارات المكافحة في مناطق المملكة، بجهودها البارزة ميدانياً وتوعوياً، إضافة إلى مبادراتها المميزة. إذ كان لها قصب السبق في إنشاء المراكز التوعوية في جميع محافظات الشرقية ضمن برنامج أمير المنطقة للوقاية المجتمعية». ودعا المحرج، المتعافين من المخدرات إلى «الاستمرار في التوبة، ومواصلة السير في طريق الرشاد، والحذر من أصدقاء السوء». كما دعا مديري الشؤون الوقائية في إدارات مكافحة المخدرات في المناطق، ومنفذي البرامج التوعوية في الأجهزة الشريكة، في جميع قطاعات الدولة، إلى «تطوير خطابهم الإعلامي والتوجيهي، والارتقاء به، واستعماله في التوعية والتبصير، والتحذير من أضرار المخدرات وأخطارها، والإفادة مما وفّرته الدولة من إمكانات، واستغلالها الاستغلال الأمثل، إضافة إلى استغلال ما تم توقيعه من مذكرات تعاون، إيماناً بوحدة الهدف، والشِراكة في المسؤولية، لأن التوعية بأضرار المخدرات ليست مسؤولية المديرية منفردة». مؤتمر سعودي أميركي عن أمراض السرطان