سيول – رويترز - أفاد تقرير أمس، ان السلطات الكورية الشمالية شددت إجراءات الأمن حول معبر للسكك الحديد على الحدود مع الصين في إشارة إلى ان الزعيم كيم جونغ إيل ربما يكون على وشك القيام بزيارة الى جارته الكبرى وأكبر داعم لبلاده. وأدت زيارات كيم القليلة جداً للصين إلى خطوات خفضت التهديد الأمني الذي تشكله بيونغيانغ على المنطقة. وقال محللون ان الأنظار أثناء الزيارة المنتظرة ستتركز على هل سينهي كيم مقاطعته التي بدأها قبل سنة، للمحادثات السداسية الأطراف الرامية الى تجريد بلاده من سلاحها النووي. وأفادت صحيفة «نيهون كيزاي» اليابانية ان كوريا الشمالية أغلقت امس، مكتباً للجمارك في الجزء الشمالي الغربي من البلاد قرب مدينة داندونغ الصينية الحدودية وهو ما يعني فعلياً إغلاق المنطقة وأرسلت الشرطة لتعزيز حراسة خط السكك الحديد. والمرة السابقة التي زار فيها كيم الصين كانت في كانون الثاني (يناير) 2006 عندما استقل قطاره المصفح عبر الحدود في جولة تفقد خلالها إنجازات اقتصادية للصين. ولم تعلن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية أنباء الزيارة حتى عاد كيم بسلام الى البلاد. وفي أعقاب رحلة إلى الصين في عام 2000 عقدت قمة في بيونغيانغ بين زعيمي البلدين وبدأ تنفيذ مشروعين كبيرين للتنمية في كوريا الشمالية. وأدت رحلة إلى الصين في 2004 الى إعطاء دفعة للمحادثات بشأن برامج بيونغيانغ النووية. وأشارت كوريا الشمالية الشهر الماضي، الى انها مستعدة لإحياء المحادثات المتعثرة التي تستضيفها الصين والتي تبحث في تفكيك برامج بيونغيانغ للأسلحة النووية في مقابل معونات. وتشارك في المحادثات ايضاً اليابان وروسيا وكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة. وقال محللون ان اقتصاد كوريا الشمالية المتداعي مني بضربة شديدة عندما فرضت الأممالمتحدة عقوبات جديدة على الدولة الشيوعية التي تعيش في عزلة بعد ان أجرت تجربة نووية في ايار (مايو) 2009 وان هذه العقوبات ربما أجبرت كيم على العودة الى طاولة التفاوض على أمل الحصول على معونات. على صعيد آخر، رجح وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان أمس، أن تكون كوريا الشمالية بدأت برنامج تخصيب اليورانيوم منذ عام 1996 على الأقل، أي عقب إبرامها اتفاق جنيف مع الولاياتالمتحدة في عام 1994، متهماً بيونغيانغ باستخدام المفاوضات لشراء الوقت من أجل تطوير برنامجها النووي السري. ونقلت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية عن يو قوله إنه لا يعرف بعد سوى القليل عن البرنامج النووي الكوري الشمالي السري، لكن «المؤكد هو أن كوريا الشمالية بدأت تطوير اليورانيوم في وقت مبكر جداً. يبدو أنها بدأت برنامج التخصيب بعيد توقيع اتفاق جنيف، أو على الأقل في عام 1996». وأضاف يو: «إلا اننا ليس لدينا معلومات تؤكد المدى الذي وصلت إليه كوريا الشمالية في تطوير تخصيب اليورانيوم وكمية اليورانيوم للأسلحة النووية التي تمكلها حالياً، الا أن المعلومات المتعلقة بهذه الأشياء تتشارك فيها الدول المعنية». واعتبر أن بيونغيانغ قد تكون استخدمت وتستخدم المحادثات السداسية للفوز باعترافات دولية في الوقت الذي تؤمن الوقت والموارد لبرامج نووية إضافية. وفي ما يتعلق بالأسلحة النووية، أكد يو أن اقتراح الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك المتعلق ب «الصفقة الكبرى» جاء لعدم وجود نتائج ملموسة بعد التوقيع على اتفاق جنيف في عام 1994. وقال يو Wبشأن تفاصيل الصفقة الكبرى: «لدينا تصورات أساسية وترتيبات عامة وبدائلها، اذ أجريت مشاورات حولها مع الصين وروسيا كمرحلة أولى، ونعدّ لتقديمها في المحادثات السداسية إذا انعقدت»، مشيراً إلى أن هذا المشروع يقوم على تقديم دعم مالي دولي عبر مشاورات بين الدول الخمس. وتوقع الوزير الكوري الجنوبي عودة كوريا الشمالية في وقت قريب إلى المحادثات السداسية، لكنه لفت إلى أنه من الصعب تحديد ذلك الوقت بالضبط، مشيراً إلى انه حان الوقت لأن ترد الصين وكوريا الشمالية بإيجابية على نداء العودة إلى المحادثات السداسية. وفي ما يتعلق بمطالبة بيونغيانغ باتفاق سلام مع الولاياتالمتحدة بدل الهدنة، انتقد يو ذلك معتبراً أن هذه المطالبة هي مجرد تكتيك يهدف إلى عدم الوفاء بالنزع النووي أو تعطيله.