رحبت الولاياتالمتحدة بإعلان كوريا الشمالية أنها ستوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم ووقف التجارب النووية وبرامج الصواريخ بعيدة المدى. ووصفت واشنطن هذا الخطوة بالإيجابية نحو نزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان الاعلان "يمثل خطوة اولى متواضعة على الطريق الصحيح" مشيرة إلى استمرار القلق الأمريكي تجاه البرنامج النووي الكوري الشمالي. وأكدت كلينتون أن بلادها "ستراقب الامر عن كثب، وستحكم على قادة كوريا الشمالية الجدد من خلال افعالهم". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في بيان انه "لا تزال لدى الولاياتالمتحدة مخاوف عميقة بشان سلوك كوريا الشمالية في عدد من المجالات". وأوضحت أن الإعلان الكوري الشمالي "يعكس تقدما مهما رغم محدوديته في معالجة بعض هذه المخاوف". وقالت نولاند في بيانها ان الولاياتالمتحدة "تؤكد مجددا انه ليست لديها اية نوايا عدوانية تجاه كوريا الشمالية وانها مستعدة لاتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الثنائية بروح من الاحترام المشترك والسيادة والمساواة". كما دعت المتحدثة إلى مزيد من التواصل بين شعبي البلدين. كما أشادت وزارة الخارجية الصينية الخميس بالاتفاق، ورحبت في بيان رسمي ب"تحسن العلاقات بين كوريا الشمالية والولاياتالمتحدة ومساهمتهما في حفظ السلام والاستقرار" في شبه الجزيرة الكورية. من جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ضرورة التحقق من "نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية". وقال بان كي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه أنه يرحب " بالتقدم الإيجابي والبناء " الذي تحقق في محادثات بكين. وأعرب الأمين العام عن امله في التزام بيونغ يانغ بتعهداتها واتخاذ الخطوات الأولية نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وبصورة يمكن التحقق منها. إعلان كوري جاء الاعلان الكوري الشمالي بعد محادثات بين دبلوماسيين أميركيين وكوريين شماليين في بكين الأسبوع الماضي كانت الأولى من نوعها منذ تولي كيم جونغ أون زعامة كوريا الشمالية. في المقابل، ستقوم الولاياتالمتحدة بوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل صفقة مساعدات غذائية لكوريا الشمالية. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيونغ يانغ ان واشنطن وعدت بارسال 240 الف طن من "المساعدات الغذائية" مع احتمال ارسال المزيد إلى الدولة الشيوعية التي تعاني من نقص حاد في الاغذية منذ المجاعة التي اجتاحتها في تسعينيات القرن الماضي. وأكدت كوريا الشمالية في بيان رسمي بثته وكالتها الرسمية للانباء أنها "وافقت على تعليق اطلاق صواريخ طويلة المدى والتجارب النووية والنشاطات النووية في يونغبيون بما فيها نشاطات تخصيب اليورانيوم". ووعدت بيونغ يانغ كذلك بالسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة تعليق تخصيب باليورانيوم "فيما تستمر الحوارات المثمرة". وقالت ان الجانبين اكدا التزامهما باتفاق سبتمبر/ أيلول 2005 الذي جرت الموافقة عليه في المحادثات السداسية التي شاركت فيها الكوريتان واليابان وروسيا والصين والولاياتالمتحدة. ويقضي الاتفاق المذكور بتخلص كوريا الشمالية من برامجها النووية مقابل مزايا دبلوماسية واقتصادية كبيرة، والتوصل الى معاهدة سلام تنهي رسميا حالة الحرب في شبه الجزيرة الكورية. وبموجب الاتفاق وافقت الدول الست على "احترام" رغبة كوريا الشمالية في امتلاك مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء، وهي المفاعلات التي يصعب استخدامهالاغراض عسكرية. وقالت بيونغ يانغ إن الجانبين الأمريكي والكوري الشمالي أقرا بان وقف اطلاق النار الذي انهى الحرب الكورية هو "حجر الزاوية للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية الى حين التوصل الى معاهدة سلام". يشار إلى أن برنامج التخصيب الذي كشف عنه أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2010 يمكنه إضافة إلى برنامج البلوتونيوم الذي تملكه بيونغ يانغ أن يمنح الدولة الشيوعية القدرة على صنع اسلحة نووية. ويعتقد ان برنامج البلوتونيوم الكوري الشمالي أنتج ما يكفي لصنع ستة الى ثمانية اسلحة نووية. وقالت كوريا الشمالية ان الولاياتالمتحدة عرضت مناقشة رفع العقوبات وتزويد كوريا الشمالية بمفاعلات تعمل بالماء الخفيف لتوليد الكهرباء كأولوية عند استئناف المحادثات السداسية.ة وهدفت محادثات بكين الى اقناع كوريا الشمالية بالعودة الى المحادثات السداسية التي انسحبت منها في أبريل/يسان 2009. وأجرت بيونغ يانغ تجربتها الثانية على الأسلحة النووية بعد ذلك بشهر، بعد أن اجرت التجربة الاولى في العام 2006. وترددت أنباء في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي بأن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق إلا أن الوفاة المفاجئة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-ايل اعاقت ذلك. وقالت لوسي ويليامسون مراسلة بي بي سي في سيول إن الاتفاق يعد أول عمل في مجال السياسية الخارجية لكيم جونغ أون ، إلا أنه لم يتضح بعد دوره في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.