في أول موقف رسمي ل «حزب الله» من سياسة النأي بلبنان عن الأحداث الجارية في المنطقة، والتي أطلقها رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، أكد أمينه العام السيد حسن نصرالله، أنها «تسوية معمولة للحفاظ على الحكومة واستمرارها»، داعياً للالتفات الى التهديد الإسرائيلي ومواجهته، فيما يعاود مجلس الوزراء جلساته الإثنين المقبل بعد توقف استمر أكثر من شهر بسبب الاختلاف على تصحيح الأجور وبدل النقل الذي كان وراء استقالة وزير العمل شربل نحاس، واستبداله بالقاضي السابق سليم جريصاتي الذي يشارك في الجلسة العادية التي تنعقد بلا مفاجآت وتغيب عنها المواضيع التي يمكن ان تتسبب بعودة الاشتباك السياسي. وقال نصرالله في احتفال أقامه «حزب الله» في بلدة النبي شيت البقاعية في ذكرى «القادة الشهداء وأسبوع والد سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي»: «بالأمس سمعنا كلاماً نقل عن بنيامين نتانياهو يهدد بضرب لبنان وتدميره وينكر فيه وجوده، لا أعلم هل فعلاً هو قال هذا الكلام أم لا، وسواء قاله أم لا فهو منسجم مع العقلية الإسرائيلية بشطب الآخرين وتدميرهم». ولفت نصرالله الى ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وقال: «من يريد الفوضى في المنطقة، يريدها في لبنان»، مشيراً الى انه «يمكن كل واحد ان يعبر عن موقفه من الأحداث في سورية من دون أن يلجأ الى لغة التحريض». وأضاف: «يجب إبعاد لبنان عن التحريض، واستطاع اللبنانيون رغم ما يجري في المنطقة أن يحفظوا الاستقرار الأمني والسياسي في بلدهم وان تبقى منهجية التعاطي هي محاصرة الفتنة في كل بلد والعمل على إخمادها في ساحتها وعدم امتدادها الى ساحات أخرى». ورأى ان الحفاظ على الحكومة «يجب ألا يكون حجة لدى مكوناتها لعدم الإنتاجية، ونحن في الحكومة نبذل كل جهد ونؤجل ملفات لمصلحة استمرارها لكن هذه الحكومة يجب أن تتحمّل مسؤوليتها». وشدد على ضرورة تحريك ملف النفط «لأن لبنان لا يستطيع أن يعيش على العجز والدين»، وقال: «في الوقت الذي يناقش البعض في لبنان سلاح المقاومة، فإن العدو يبحث كيف يمكن ان يحمي منشآته من المقاومة». وسأل نصرالله: «هل تتصورون عندما تأتي أميركا وأوروبا لتقديم مساعدات للبنان، ان ذلك بسبب سواد عيونه؟ كلا، لأن المطلوب مشروع ودور سياسي للبنان».