باريس - أ ف ب - تماماً مثل جان دوغاردان وبيرينيس بيجو، استحق الكلب آغي لقبه كنجم عالمي بفضل الفيلم الصامت «ذي آرتيست»، وهو موقع قد تحسده عليه كلاب وأحصنة ودببة وذئاب أخرى لها مسيرة تمثيلية فعلية. فاز هذا الكلب بجائزة التمثيل في صفوف الكلاب في أول حفلة لتوزيع جوائز «الطوق الذهبي» في لوس أنجليس، وأدى عرضاً على لوح «سكايت بورد» خلال برنامج «إيلين دي جينيرز» الشهير. وهو كلب محترف تماماً يدربه عمر فون موللر. وشارك أيضاً في فيلم «ووتر فور اليفنتس» إلى جانب ريس ويذرسبون وروبرت باتيسون. ويحاول حيوان آخر أن يحقق نجاحاً على الشاشة الكبيرة في فيلم «وور هورس» لستيفن سبيلبرغ، وهو حصان يدعى «جويي» يعلق في دوامة الحرب العالمية الأولى في 1914. وقبله سمحت الجياد في فيلم «ايه نايتس تايل» للمدرب ماريو لوراشي بأن يكرَّم في حفلة توزيع جوائز الأوسكار عام 2002. ويقول لوراشي: «أحصنتي تؤدي أدواراً مثل الممثلين البشر. وهي لا تتصرف في المنزل مثلما تتصرف على «بلاتو» التصوير. فخلال التصوير تتمتع هذه الأحصنة بالتركيز وتتنظر الأوامر لتصوير المشهد». ويوضح أن «مكافأة الحيوانات مستحَقة، لكن يجب أيضاً مكافأة المروّض الذي يدرّبها، لأن الحيوان الجيد من دون مدرب جيد ليس بشيء، والعكس صحيح!». ويوضح موللر أن «الناس لا يدركون أن تدريب كلب يحتاج إلى مئات، بل آلاف الساعات». ويقول لوراشي: «استخدم أحصنة عدة في الفيلم الواحد وفقاً للمشاهد. الحيوانات لا تتمتع بالدوافع ذاتها مثل الإنسان ولا يمكنها أن تعمل لساعات طويلة متتالية». إلى ذلك، فإن الحيوانات البرية، مثل الذئاب والدببة والكواسر، تعمل أيضاً في السينما. وأقام جان فيليب رومان، المختص في ترويض الذئاب والدببة، رابطاً كبيراً مع هذه الحيوانات البرية. ويقول: «السينما ليست سيركاً. يجب أن يكون الحيوان طبيعياً قدر الإمكان. ويجب أن يشعر المشاهد بأن الذئب أو الدب يعيش في الطبيعة». وعندما لا تكون هذه الدببة التي شاركت في فيلم «لي فيزيتور 2» في موقع التصوير، فإنها تعيش في الطبيعة في متنزه للحيوانات في أفيرون. وتملك فريديريك فلاش، مستشارة شؤون الحيوانات التقنية للسينما والتلفزيون والمسرح، قطيعاً من 40 طيراً و15 كلباً وهراً، فضلاً عن الكثير من الجرذان والدواجن. وتقول: «الهر هو الممثل الأكثر تعقيداً، لأنه لا يمكن ترويضه. لذا، أختار الهررة في سن مبكرة جداً وفقاً لطبعها المطيع». وتضيف: «الهرة تحتاج إلى أن تأكل مطولاً من صحنها كل مساء. وليس من السهل عليها أن تمثل أمام جمهور يزيد عن 800 شخص». وتمثل هرة من هررها الآن في مسرحية في باريس عنوانها «لا فام دو بولانجيه» تأليف مارسيل بانيول (1895 - 1974). وترى ميلاني بو التي تقدم نفسها على أنها مدرّسة حيوانات أليفة وبرية، أن «الحيوانات يمكن أن تتقن التمثيل إذا شعرت فعلاً بالرغبة». وتقول: «تتعلم الحيوانات هذه المهنة عبر الألعاب، على شكل مكافآت».