تتغير المفاهيم والمصطلحات وتتبدل بين فترة وأخرى بحسب الظروف والمصالح. وفي كثير من الأحيان أصبحت هذه المفاهيم تخضع لتفسيرات متباينة خلال الفترة الزمنية الواحدة. ومن هذه المفاهيم التي طرأ عليها التغيير، مفهوم الدفاع عن الوطن حيث بات هذا المفهوم لا يقتصر فقط على داخل حدود الدولة ولا فقط أثناء التعرض للهجوم، وإنما يمتد الدفاع عن السيادة الوطنية ومصالح الأمة إلى خارج الحدود الوطنية مخترقاً الحدود السياسية الدولية. لذلك تسعى الدول جاهدة وبكثير من الإمكانات لفتح منافذ لها داخل الدول الأخرى وكسب مناصرين لها، تستفيد منهم أثناء الضرورة والأوقات الحرجة، خصوصاً أثناء الدفاع عن الأوطان وشعوبها. وتعتبر القضية الأحوازية من بين القضايا المهمة في معركة الدفاع عن الأمن الخليجي و الصراع الفارسي - العربي (الخليجي)، في حال تم استثمارها بطريقة صحيحة ومثلى استناداً إلى النقاط الآتية: 1- دحض وتفنيد تهمة الطائفية التي تطلقها إيران ويرددها أتباعها ضد الدول الخليجية وأنظمتها وتوضيح الرؤية والاتجاه السياسي الخليجي عملياً للدول الصديقة من خلال دعم القضية الأحوازية، باعتبار الشعب العربي الأحوازي يتشكل من المذهبين الشيعي والسني وبعض الطوائف الأخرى كالمندائية وغيرها، باعتبار إن تهمة الطائفية تفتت الحملة الوطنية وتشوه سمعة الدول المعنية في المنطقة وتقلل من هيبتها دولياً وفي هذه الحال تضعف مناعتها السياسية والدينية أمام إيران. لذلك من المفترض أن يتم التعامل مع هذه الحالة بطريقة ملائمة وبحنكة سياسية. 2 -التأثير عقائدياً في الشعب العربي الأحوازي بطريقة غير مباشرة وكسب عقله مما يضمن مستقبلاً إيجابياً بين الشعب العربي على ضفتي الخليج العربي، ويوسع دائرة النفوذ والامتداد الخليجي. إن دعم القضية الأحوازية لا يعني فقط تحمل الخسائر والتضحيات ولا يعني فقط إثارة المشاكل والتوترات مع إيران فهي موجودة بالأساس منذ زمن طويل. بل هذا الدعم يعني الدفاع عن الأمن الوطني والإقليمي في منطقة الخليج العربي والوقاية من التحديات الإيرانية والتصدي للمشروع الفارسي خارج السيادة الوطنية ومساندة الأشقاء في الأحواز.