تواصلت لليوم الثاني على التوالي أمس، التظاهرات العنيفة في أفغانستان ضد حرق جنود أميركيين في قاعدة بغرام العسكرية قرب العاصمة كابول نسخاً من القرآن الكريم، وأسفرت عن سقوط مزيد من القتلى والجرحى في أنحاء البلاد. كما حتمت التظاهرات إغلاق السفارة الأميركية في كابول، فيما دعت حركة «طالبان» الشعب ورجال الأمن إلى الانتفاضة على الحكومة والقوات الأجنبية، وطالب أعضاء في البرلمان أئمة المساجد ب «تحريض الشعب ضد قوات الاحتلال والمطالبة برحيلها والانتفاضة ضدها». ولفتت أيضاً دعوة مجلس العلماء التابع للحكومة الى التظاهر في كل المدن ضد «الجريمة التي لا يمكن السكوت عليها»، الأمر الذي واكبه الرئيس حميد كارزاي بالتنديد ب «إهانة» القوات الأميركية قيم الإسلام، مطالباً اياها بتسليم كل المعتقلات إلى الحكومة الأفغانية. ودعا الى عقد مجلسي الشيوخ والنواب في البرلمان جلسة طارئة اليوم لمناقشة تداعيات الواقعة التي طاولته من خلال هتافات أطلقها آلاف من المحتجين ب «موته»، الى جانب «الموت لأميركا ولرئيسها باراك اوباما». ولمحت مصادر رسمية أفغانية الى احتمال حظر الحكومة التظاهرات اليوم في محاولة لوقف تدهور الوضع الأمني في كابول وباقي المدن والسيطرة عليها، تمهيداً لتجنب احتجاجات عارمة بعد صلاة الجمعة غداً، يمكن ان تفاقِم الوضع الأمني المحرج الذي تعاني منه كابول والقوات الأجنبية. وعكس ذلك فشل «اعتذارات» وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وقائد قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي جون آلن عن «الخطأ» الذي ارتكبه جنود قاعدة بغرام، في إنهاء ردود الفعل الغاضبة للأفغان أمس، ومواجهتهم قوات الأمن الحكومية والأجنبية في أحياء الجامعة ومنطقة البرلمان وبولي تشرخي في كابول، وولاية باروان شمال العاصمة، ومدينة جلال آباد (شرق). وادت المواجهات الى سقوط 8 قتلى وجرح 30 آخرين، ما يمثل أزمة في العلاقات بالنسبة الى قوات «الأطلسي» التي تحارب مقاتلي «طالبان» قبل انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية 2014، علماً ان كسب ود الأفغان يعتبر حيوياً في الجهود المبذولة لإلحاق هزيمة بالحركة. وأشارت مصادر في «الناتو» الى محاولة دول في الجوار بينها إيران استغلال الوضع المتوتر في أفغانستان، والسعي الى إذكاء الاحتجاجات لتوجيه رسالة بأن الشعب الأفغاني يرفض وجود القوات الأجنبية، خصوصاً الأميركية على أراضيه.