كابول – رويترز، أ ف ب - أطلق متشدد من حركة «طالبان» يرتدي زي الجيش الأفغاني النار داخل مقر وزارة الدفاع وسط كابول أمس، ما أسفر عن مقتل جنديين وجرح سبعة آخرين. وأعلن الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن الهجوم استهدف وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه رداً على غزو الجيش الفرنسي لأفغانستان، لكن الناطق باسم الجيش الفرنسي الكولونيل أريك دو لا بريسل أكد أن لونغيه لم يكن في وزارة الدفاع لحظة حصول الاعتداء. وأوضح ظاهر عظيمي، الناطق باسم وزارة الدفاع، أن المهاجم ارتدى حزاماً ناسفاً أيضاً، لكن لم يتح له الوقت لتفجيره، علماً أن متشددين ارتدوا بزات لقوات الأمن أو جنوداً «مارقين» اخترقوا في الأيام القليلة الماضية منشآت عسكرية مهمة تابعة للشرطة والجيش في أفغانستان، في هجمات رجحت تزايد المخاوف في شأن بدء نقل مسؤولية الأمن من القوات الأجنبية إلى القوات الأفغانية هذه السنة. وتعاني قوات الأمن الأفغانية من مشاكل مختلفة، بينها الأمية ونقص المعدات والقيادات لذا يمثل التزام السلطات الموعد النهائي لنقل مسؤوليات الأمن والمحدد بحلول عام 2014 تحدياً. لكن قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) أكدت أخيراً إحراز تقدم ملموس في جهود زيادة أعداد وكفاءة رجال الشرطة والجنود الأفغان. وكان انتحاري ارتدى زي جندي في الجيش اقتحم قاعدة عسكرية في خوست شرق أفغانستان، وقتل خمسة جنود أميركيين من الكتيبة 101 وأربعة جنود أفغان، ما شكل اكبر عدد من جنود قوات الحلف يسقط في هجوم واحد منذ شهور. وقتل ستة شرطيين أفغان في انفجار لغم يدوي الصنع تستخدمه عادة «طالبان» في ولاية غزني (وسط)، فيما خطف عناصر من «طالبان» عشرة إيرانيين وخمسة أفغان، جميعهم مهندسون، في ولاية فرح (غرب). على صعيد آخر، قتل شخص وجرح 10 آخرون خلال تظاهرة شارك فيها ثلاثة آلاف شخص في مدينة شاريكار شمال كابول، للاحتجاج على اعتقال القوات الأفغانية وقوة الحلف الأطلسي (ناتو) رجلاً. وقال محمد قاسم سيد المدير الإقليمي لشؤون الصحة إن «الضحايا أصيبوا برصاص خلال مواجهات مع الشرطة»، في حين اعلن الناطق باسم وزارة الداخلية زمراي بشاري أن التظاهرة بدأت بمشاركة 500 شخص، ثم ارتفع العدد إلى ثلاثة آلاف. وقال تيم جيمس، الناطق باسم قوات الحلف الأطلسي: «اعتقلنا ثلاثة أشخاص، ونعتقد بأن احدهم متمرد وهو لا يزال معتقلاً». وتبعد شاريكار نحو 10 كيلومترات من قاعدة باغرام الأميركية حيث يوجد مركز اعتقال. ولا تعطي الولاياتالمتحدة تفاصيل عن السجناء المعتقلين في هذا المركز حيث اتهم الجيش الأميركي مراراً بتعذيب سجناء أو حتى قتلهم. وكان حرق نسخة من القرآن الكريم في الولاياتالمتحدة اطلق تظاهرات عنيفة في أفغانستان، وسلط الضوء على ازدياد النقمة في هذا البلد على القوات الأجنبية بعد نحو 10 سنوات على انتشارها. وكانت «طالبان» أكدت اخيراً عزمها مواصلة عمليات الربيع والصيف في أفغانستان ضد القوات الأجنبية، في وقت بدأت القوى الدولية المؤثرة في أفغانستان تطالب بضرورة إجراء حوار مباشر مع الحركة، إذ دعا وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند الى حوار بين الدول التي تشارك بقوات لدعم الحكومة الأفغانية مع «طالبان»، وآخر بين الفصائل الأفغانية كلها وبين أفغانستان ودول الجوار تحت مظلة الأممالمتحدة. وتحتجز «طالبان» اثنين من الصحافيين الفرنسيين خطفتهما قبل أكثر من 15 شهراً في ولاية كابيسا شمال شرقي العاصمة كابول، وتطالب بسحب القوات الفرنسية من أفغانستان والإفراج عن أسراها في السجون الأفغانية، في مقابل إطلاقهما.