طهران، فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - جدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي تأكيده أمس، أن بلاده «لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي»، وذلك بعد ساعات على إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشل مهمة وفدها في طهران، في التحقّق من أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وقال خامنئي: «عكس الدعايات التي تزعم أن الشعب الإيراني لا يستطيع، أي تطوّر علمي عظيم يبشّر بأن الشعب الإيراني يستطيع». وأضاف خلال لقائه رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» ومسؤوليها وعلمائها: «الدول المعادية تدرك جيداً أننا لا نريد امتلاك أسلحة نووية، إذ تعتبر إيران امتلاكه خطيئة كبرى، سواء من الجانب القانوني أو الفقهي أو الفكري، كما أن تخزين هذا السلاح أمر عبثي وخطر». وشدد على أن «الشعب الإيراني لا ولن يسعى إلى امتلاك سلاح ذري، لأنه لا يمنح قوة لمالكه، وستظهر إيران للعالم أن شعبها سيكسر التفوق القائم على السلاح النووي»، معتبراً أن «الضجة التي تفتعلها قوى الاستكبار، هدفها وقف التقدم العلمي الإيراني، إذ إن الحظر كان موجوداً منذ انتصار الثورة، فيما يعود الملف النووي إلى السنوات الماضية». وقال خامنئي: «المسار النووي الإيراني سيتواصل، بإصرار وجدية، والضغوط والعقوبات والاغتيالات لن تؤتي ثمارها، ولا يمكن لأي عقبة أن توقف العمل النووي السلمي الإيراني». وشدد على أن «الطاقة الذرية مرتبطة مباشرة بالمصالح القومية الإيرانية»، مطالباً العلماء النوويين ب «مواصلة عملهم الجوهري، في أكبر مقدار من الجدية». الوكالة الذرية وجاء كلام خامئني بعد ساعات على إنهاء وفد من الوكالة الذرية زيارة لطهران استمرت يومين، فشلت في تحقيق اختراق حول الملف النووي الإيراني. وقال رئيس الوفد هيرمان ناكيرتس: «حاولنا التوصل إلى اتفاق، لإحراز تقدم في تسوية القضايا العالقة، وناقشنا تحديداً البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني. حاولنا أيضاً دخول موقع مهم لتفتيشنا (مجمّع بارشين العسكري)». وأضاف في مطار فيينا: «أقدمنا على هذه الرحلة بروح بناءة، لكننا للأسف لم نتوصل إلى اتفاق على أي منها، إذ لم نتمكن من دخول الموقع، ولم نتوصل إلى اتفاق لإحراز تقدم ووضع قواعد متابعة (المحادثات)». وزاد: «سنطلع المدير العام (للوكالة) ولاحقاً مجلس المحافظين في الخامس من آذار (مارس) المقبل، وسنرى ما ستكون عليه التدابير المقبلة». وكان ناكيرتس رأس وفداً آخر زار طهران في كانون الثاني (يناير) الماضي. وفي خطوة نادرة، أصدر المدير العام للوكالة الياباني يوكيا أمانو، بياناً ليل الثلثاء - الأربعاء، فور عودة الوفد من طهران، ورد فيه: «من المخيب للآمال ألا توافق إيران على طلبنا زيارة الموقع العسكري في بارشين، خلال المهمة الأولى أو الثانية. التزمنا بروح بناءة، لكننا لم نتمكن من التوصل إلى أي اتفاق». وكان أمانو أشار في تقريره الأخير حول الملف النووي الإيراني، إلى معلومات تفيد بإقامة غرفة احتواء ضخمة في بارشين، لإجراء تجارب تتضمن تفجيرات شديدة، ما اعتبرت الوكالة أنه يشكّل «مؤشراً قوياً إلى صنع محتمل لسلاح» نووي. وأعرب أمانو في بيانه عن «أسفه» لعدم التوصل إلى اتفاق حول وثيقة «تسهّل توضيح القضايا العالقة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، خصوصاً المتصلة بأبعاد عسكرية محتملة». في المقابل، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية الذي شارك في المحادثات في طهران، أنها تركزت على «التعاون الثنائي بين الجانبين»، مؤكداً أن «المحادثات ستتواصل مستقبلاً». لكن ناطقة باسم الوكالة أكدت أن «لا اتفاق الآن، على مزيد من المحادثات». وانتقدت فرنسا «رفض إيران السماح للوكالة بالوصول إلى موقع بارشين»، معتبرة أن ذلك «يشكّل فرصة جديدة فوتتها إيران» ويتعارض مع دعوتها إلى استئناف المفاوضات. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول غربي تساؤله: «إذا لم يكن لدى إيران ما تخفيه، لماذا تتصرف بهذه الطريقة؟». وقال مسؤول إسرائيلي بارز: «كان ذلك متوقعاً حتماً، في ظل مراوغة إيران». النفط الإيراني في غضون ذلك، أعلن أحمد قلعة باني، نائب وزير النفط الإيراني، أن بلاده ستخفض صادراتها النفطية، إذا رأت تراجعاً في الطلب على خامها، مؤكداً أنها «لن تبيع نفطها إلى أي شركة تعطي نفطها لبريطانيا أو فرنسا». وقال: «إيران ما زالت مستعدة للتعامل مع شركات فرنسية وبريطانية، على ألا تبيع الخام الإيراني إلى البلدين». أما وزير النفط الإيراني رستم قاسمي فجدد تأكيده أن «لا مشاكل في ما يتعلق ببيع النفط الإيراني في السوق العالمية»، قائلاً: «لدينا ما يكفي من العملاء والدول الحليفة، وسنتخذ التدابير اللازمة إزاء الدول المعادية لنا، والتي لا تحدد موقفها منا على المدى الطويل». ونقلت وكالة «رويترز» عن أيان تايلور، رئيس «فيتول»، أضخم شركة لتجارة النفط في العالم، إن تخطي أسعار النفط 120 دولاراً للبرميل، عوّض إيران بأكثر مما خسرته، بسبب العقوبات الغربية. إلى ذلك، قال مسؤول في وزارة الزراعة الروسية إن التجار الروس سيواصلون تصدير الحبوب إلى إيران، حتى تقرر موسكو هل ستحظّر الصادرات، استجابة للعقوبات الأميركية والأوروبية على طهران. كما أعلن رئيس اتحاد مصدري الأرز في الهند إن المستوردين الإيرانيين قد يفتحون كتب اعتماد بالروبية الهندية، لسداد ثمن الأرز الهندي.