طهران، فيينا، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – شكك مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي أمس، في استقلالية الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن الغرب الذي «يروج لأكاذيب»، عشية بدء اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا اليوم، برئاسة مديرها العام الجديد الياباني يوكيا امانو، لمناقشة تقريره حول الملف النووي الإيراني. وقال خامنئي خلال استقباله وزير الخارجية منوشهر متقي ومسؤولين بارزين في الوزارة، اضافة الى سفراء الجمهورية الاسلامية في الخارج، أن «الثورة الاسلامية أوجدت منطقاً وسياسة جديدة في مجال العلاقات الدولية، وهي سياسة مواجهة نظام الهيمنة»، داعياً سفراء ايران وممثليها في الخارج الى «استخدام ديبلوماسية قوية ومجدية لدفع سياسة مواجهة نظام الهيمنة، الى الأمام». واعتبر ان «ايران هي الدولة الوحيدة التي تنتهج سياسة مواجهة نظام الهيمنة»، مشدداً على ان «قدرة الديبلوماسية وتأثيرها، لا يقلان عن قدرة القوات العسكرية والإعلام والمال، حتى أنهما يتفوّقان في ذلك أحياناً». وانتقد خامنئي «السياسات الغربية البالية والتي تعود الى القرون الماضية»، معتبراً ان «سياسة ايران وخطاباتها حديثة ومؤثرة». وقال: «على رغم كل الضغوط، حققت ايران إنجازات عدة في مجال التكنولوجيا النووية المدنية، وستقوم بكل ما هو ضروري للتوصل الى استقلالية علمية وتكنولوجية في هذا المجال». وانتقد «طريقة عمل» الوكالة الذرية، مشيراً الى ان «بعض ممارسات الوكالة وتقاريرها تبيّن عدم استقلالية هذه المؤسسة الدولية». وأضاف: «على الوكالة الذرية ألا تتأثر بأميركا او بدول اخرى مثل بريطانيا واسرائيل التي تروج لأكاذيب، لأن مثل هذه القرارات الأحادية تقوّض الثقة بالوكالة وبالأمم المتحدة، ما يضرّ كثيراً بهيبة هذه المؤسسات الدولية ومكانتها». في غضون ذلك، يبدأ اليوم اجتماع مجلس المحافظين ال35 للوكالة الذرية، لمناقشة تقرير أمانو حول الملف النووي الايراني. واستبعد ديبلوماسيون مقربون من الوكالة ان يصدر مجلس محافظي الوكالة، توبيخاً لإيران بسبب نشاطاتها النووية، على رغم اللهجة القاسية التي استخدمها امانو في اول تقرير له حول هذا الملف نُشر في 18 شباط (فبراير) الماضي، وأعرب خلاله عن قلقه من احتمال سعي طهران الى انتاج سلاح نووي. وقد يمهد تقرير امانو، الطريق لفرض عقوبات جديدة على ايران. وقال ديبلوماسي غربي ان «المسألة اصبحت الآن في يد (مجلس الأمن) في نيويورك، وليس في يد الوكالة»، مضيفاً ان «تقرير امانو ونقاش المجلس في شأنه، سيشكلان اساساً لمزيد من المشاورات في نيويورك». ولم يستبعد ديبلوماسي غربي «صدور سلسلة من التصريحات القوية من عدد من الدول الاعضاء وبعض المجموعات الاقليمية، تعبر جميعها عن القلق في شأن ما جاء في تقرير» أمانو. في واشنطن، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إلى فرض عقوبات جديدة على إيران، محذراً من ان العقوبات لن تنجح إذا لم تؤيدها الصين وروسيا.ودعا خلال حديث مع شبكة «سي أن أن»، إلى مواصلة الضغط المالي على إيران، مطالباً جميع الأطراف المعنيين بعدم إزالة أي خيار عن الطاولة. وقال باراك في خطاب ألقاه في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»: «لا أظن ان الإيرانيين، حتى إذا امتلكوا قنبلة نووية، سيستخدمونها في المنطقة المحيطة بهم، وهم يدركون طبيعة الأمور التي قد تعقب خطوة من هذا النوع. انهم متشددون، لكنهم ليسوا مجانين». وأضاف ان امتلاك إيران أسلحة نووية «من شأنه زعزعة استقرار المنطقة، من خلال إطلاق سباق للتسلح وزيادة جرأة الجماعات الإسلامية التي تدعمها إيران»، كما سيعيق الإمدادات النفطية. ولمح الى احتمال شن هجوم على إيران، قائلاً ان تل أبيب لن تطلب من الأميركيين القتال بدلاً منها. وأضاف ان تل أبيب تمسكت بما سبق أن قاله رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل: «أعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان سلاح الجو الإسرائيلي وسّع برامج تدريبه لتشمل عمليات تزوّد سريع بالوقود على مدارج هبوط الطائرات، في تحضير لأي عمليات محتملة بعيدة المدى وأي نزاع محتمل مع إيران.