طهران، برلين - ا ف ب، رويترز – اعلنت طهران عزمها على الطلب من الاتحاد الاوروبي تحديد مكان لمفاوضات جديدة لحل ازمة البرنامج النووي الإيراني وموعدها، في وقت ابدت تفاؤلها بالزيارة التي بدأها خبراء نوويون، في محاولة لاجلاء شكوك حول البرنامج. في الوقت ذاته، اوصت برلين بالحذر من احتمال تصاعد التوتر في اعقاب تشديد العقوبات الاوروبية على ايران. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيللة ان العقوبات قد تدفعها الى حظر صادراتها النفطية الى اوروبا، رداً على الحظر النفطي الذي قرره الاتحاد الأوروبي ضد ايران. وأضاف: «نلاحظ في ايران تصعيداً خطيراً للخطابات، وعلى المسؤولين هناك ان يفهموا انهم يمسكون بمفاتيح تهدئة التوترات». واعتبر الوزير، في حديث الى صحيفة «فيلت ام سونتاغ»، ان على الاتحاد ألا «يهدد» لحمل ايران على «التخلي عن بحوثها حول برنامج امتلاك السلاح النووي... يجب ان نجد في اوروبا وسائل التعويض عن التوقف المحتمل لمبيعات النفط الإيراني». وبعد أقل من أسبوع على موافقة الاتحاد الأوروبي على وقف استيراد النفط الخام من ايران، بدءاً من أول تموز (يوليو) المقبل، من المقرر ان يناقش النواب الايرانيون غداً مسودة قرار لقطع امدادات النفط عن دول الاتحاد في غضون أيام. وهم يأملون بحرمانها من مهلة ستة شهور كان الاتحاد يخطط لمنحها لأعضائه الأكثر اعتماداً على النفط الايراني من أجل التكيف مع الأوضاع الجديدة. وأفادت وكالة الأنباء الايرانية امس، ان أبرز المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي سيوجه «قريباًَ» الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون رسالة للاتفاق على مكان لمفاوضات جديدة حول البرنامج النووي وموعدها. ونقلت الوكالة عن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الموجود في اديس ابابا، لحضور قمة الاتحاد الافريقي، قوله ان جليلي سيوجه رسالة الى اشتون في غضون الأيام المقبلة و «سيعرض اقتراحات ايران حول مكان المفاوضات وموعدها». ولم يوضح كون الرسالة تشكل رداً على تلك التي وجهتها اشتون الى جليلي في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، باسم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) والمانيا. وكانت اشتون عرضت على ايران في الرسالة استئناف المفاوضات النووية «من دون شروط مسبقة» بهدف التوصل الى «حل شامل وتفاوضي». وقال صالحي ان المحادثات المقبلة «يمكن ان تحقق نجاحاً لأن الجانبين يريدان التوصل الى حل في شأن القضية النووية الايرانية». في موازاة ذلك، بدأ فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة لإيران تستمر ثلاثة أيام، في محاولة لدفع الجهود الرامية الى تسوية نزاع حول النشاط النووي الذي يشتبه الغرب في انه يخفي مسعى الى امتلاك أسلحة نووية. ونقلت وكالة «مهر» للأنباء الايرانية عن صالحي قوله: «نحن متفائلون جداً بنتيجة زيارة وفد الوكالة الدولية، وستتم الاجابة عن أسئلته خلال الزيارة»، مؤكدا انه «ليس لدينا ما نخفيه. وليست لدى ايران نشاطات (نووية) سرية». في الوقت ذاته اعتبر رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني ان على فريق الوكالة تنفيذ مهمة «لوجيستية ومهنية وفنية» أو تحمل العواقب. ونقلت وسائل اعلام عنه قوله ان «الزيارة تمثل اختباراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسيكون الطريق امام مزيد من التعاون مفتوحاً إذا نفذ الفريق مهمته بطريقة مهنية. وبخلاف ذلك، إذا تحولت الوكالة إلى أداة (للقوى الرئيسية من أجل الضغط على ايران) لن يكون امام ايران خيار سوى التفكير في اطار جديد للعلاقات مع الوكالة». وقبل مغادرته مطار فيينا الى طهران، عبر هيرمان ناكيرتس نائب مدير الوكالة الدولية عن امله بأن تعالج ايران مخاوف الوكالة «في ما يتعلق بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني».