تشير المعلومات الواردة من الموصل إلى صراع محتدم بين تنظيمات حزب البعث -جناح عزة الدوري- ممثلاً ب «جيش الطريقة النقشبندية» وتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي. وقال قيادي في أحد الفصائل المسلحة في الموصل إن خطاب الدوري الأخير كان «محاولة يائسة لإنقاذ عدد من قادته خطفوا ويواجهون حالياً المحكمة الشرعية في الرقة. وأكد زهير الجلبي، رئيس مكتب «إسناد أم الربيعين» (الموصل)، في تصريح إلى «الحياة»، أنه «في الأسبوعين الماضيين شهدت المدينة عمليات تصفية دموية بين داعش والبعثيين». وأشار إلى أن «مطلع الشهر الجاري شهد عمليات نوعية لعناصر داعش ضد قادة جيش الطريقة النقشبندية أسفرت عن اعتقال أكثر من 40 منهم، بينهم عدد من مسؤولي الصف الأول». وأوضح أن «الاعتقالات طاولت أحياء البعث والعربي و17 تموز، وأسفرت أول مطلع الشهر الجاري عن اعتقال 15 ضابطاً من الجيش السابق انخرطوا في النقشبندية، وكانوا مجتمعين في منزل أحدهم يخططون لانقلاب على داعش». وأضاف أن «التنظيم ضبط وثائق داخل المنزل، بينها خطط الانقلاب وتعليمات صادرة من الدوري، إضافة إلى أسماء مسؤولين كبار في الحكومة المحلية يتعاونون معهم لتنفيذ المخطط، ثم توالت الاعتقالات». وعن أهم القياديين البعثيين الذين تم اعتقالهم قال إن «حملة مطاردة البعثيين وتحديداً جناح الدوري طاولت اللواء الركن وعدالله حنوش، عضو قيادة قطرية، وأمين سر المكتب العسكري للحزب، واللواء الطيار الركن غانم إسماعيل المدير العام لأمانة سر القطر، واللواء خالد جاسم ولواء آخر يدعى عبدالقادر، كان قائداً لإحدى فرق الجيش في النظام السابق». من جانبه، أكد أبو عبدالكريم الجبوري، وهو قيادي في «جيش المجاهدين» في اتصال مع «الحياة»، أن «الدوري خلال النصف الأول من الجاري فقد 4 من أهم قادة جناح حزب البعث الذي يقوده، إذ خطفت دولة البغدادي أربعة منهم، إضافة إلى العشرات من كبار ضباط الجيش السابق يمثلون العصب الرئيسي لقيادة النقشبندية، بعدما اكتشف التنظيم مؤامرة عليه خطط لها الدوري». وتابع أن «عمليات الخطف طاولت فاضل المشهداني، وهو عضو قيادة قطرية في حزب الدوري ولواء ركن من أهالي الموصل عضو قيادة قطرية أيضاً، وشخص آخر من مدينة الحلة، إضافة إلى سيف الدين المشهداني». وأضاف الجبوري أن «جميع هؤلاء الآن مسجونون في مدينة الرقة السورية لعرضهم على المحكمة الشرعية، وكل التوقعات تشير إلى نية التنظيم إعدامهم». وعن خطاب الدوري الأخير وما حمله من مديح ل»القاعدة» و «الدولة الإسلامية»، قال إنها «محاولة لإنقاذ رقاب رفاقه الموجودين في الرقة». وأشار إلى «وساطة تضطلع بها فصائل مسلحة أخرى كلفها الدوري عقد صفقة لإنقاذهم». وكان الدوري ألقى خطاباً الأسبوع الجاري، بعد أكثر من عشرة أيام على اعتقال زملائه، معتبراً «يوم تحرير نينوى الحضارة والتاريخ وتحرير صلاح الدين مصنع الرجال والفرسان، من أعظم أيام تاريخ العراق والعرب بعد الفتح الإسلامي على عهد الرسول»، وحيّا الفصائل المسلحة في هاتين المحافظتين، وقال إن «في طليعة هؤلاء جميعاً أبطال وفرسان القاعدة والدولة الإسلامية، فلهم مني تحية خاصة ملؤها الاعتزاز والتقدير والمحبة».