تشبه مهنة صيد الأسماك البحر في تقلباته ومفاجآته، ومنعه وعطائه، مهنة تجد الإقبال المحدود من السعوديين، والانسحاب السريع لمن دخلها حديثاً لأسباب تفاوتت بين عدم القدرة على تحمل المصاريف المكلفة من أدوات للصيد والمعدات والصيانة وعجزهم عن سداد القروض المترتبة على امتلاك الأدوات من مركب للصيد، وصنارة، جراء عدم ثبات الدخل الشهري. ولا تتوقف المشكلات عند هذا الحد، فالمنافسة الشرسة من جنسيات وافدة تعمل في سوق جدة المركزي المعروف ب «البنقلة»، تقف عائقاً أمام أحلامهم باعتبار أن منافسيهم يحتكرون عمليات البيع وأدوات الصيد، إضافة إلى عامل الطقس الذي لا يمكن التنبؤ بأحواله. وأسهم قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أخيراًً، بإعفاء صيادي الأسماك من القروض المتبقية عليهم في صندوق التنمية الزراعية في نشوء «بارقة أمل» في استمرار بعض الصيادين في هذه المهنة، ودعماً لهم في التكسب من المهنة بعد أن أثقلت كاهلهم القروض.