حذرت استشارية الغدد الصماء والسكري من مخاطر الصيام على بعض حالات مرضى السكري عالي الخطورة، وقالت الدكتورة هيلا الشلوي في حديث لها مع «الحياة»: «التعرض للجفاف وارتفاع السكر الحاد ربما يؤدي إلى الحموضة السكرية الإلكترونية، وانخفاض السكري، وتدهور الوضع الصحي، ومشاكل للقلب والكلى، واحتمالية ارتفاع الإصابة بالجلطات والمشاكل القلبية والوعائية»، فيما أشارت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير إلى أن نسبة البالغين المصابين بالسكري في السعودية تصل إلى 24 في المئة. و أضافت أيضاً: «أوصي بعدم الصيام للمصابين بالنوع الأول للسكري لارتفاع احتمال الضرر، إذ السكر غير منتظم (سكر تراكمي أكثر من 9 في المئة)، يؤدي إلى نوبة حموضة سكر كيتونية في الفترة السابقة لرمضان، وانخفاضات سكر متكررة حادة في الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان، وعدم الشعور بانخفاض السكر، ووجود مضاعفات السكري أو أمراض مصاحبة، مثل اعتلال ذهني أو جسدي يعيق المعالجة الذاتية لانخفاض السكر، والحمل، والأعمال الجسدية الشاقة، وتشغيل الأجهزة الثقيلة خلال نهار رمضان». ويستثنى الصيام في حالة الخطورة المتوسطة «في حال عدم وجود عوامل خطورة، شرط الالتزام بالخطة العلاجية، ومتابعة السكري، وتعديل الجرعات الدوائية، فيما يعود القرار لكل مريض على حدة، كذلك سكري النوع الثاني على الأدوية الخافضة للسكر والأنسولين، وسكري النوع الأول بشرط تحكم جيد ووضع مستقر وخطورة منخفضة، وسكري النوع الثاني على الحمية فقط، وسكري النوع الثاني وعلى نوع واحد من الأدوية احتمالية بسيطة للانخفاض». وطالبت الشلوي مرضى السكر ب«زيارة الطبيب وتقييم إمكان صيامهم، ويفضل أن تكون هذه الزيارة قبل رمضان، وإخضاعهم لتقييم طبي موضوعي يشمل إجراء فحوصات مخبرية، ويصنف المريض بحسب عوامل الخطورة ومناقشتها بشكل مفتوح، مع أهمية التحكم بعوامل الخطورة الأخرى قبل رمضان، مثل الضغط والكوليسترول والخضوع لبرنامج تثقيفي متخصص يوفر للمريض قبل شهرين من الصيام». و يشمل البرنامج التثقيفي «توضيح مخاطر الصيام، إذ لا يستطيع المريض الصيام في كل الأحوال، وأهمية متابعة السكر المنزلية وبشكل متكرر وفق برنامج خاص، وتعديل جرعات الأدوية ذاتياً بحسب الخطة المحددة مع الطبيب، وأهمية اتخاذ الخطوات الصحيحة لعلاج ارتفاع وانخفاض السكر، لمكافحة الجفاف وتنظيم مواعيد الوجبات، وأن تكون هناك أهداف خاصة لمعدلات السكر بالدم، وفي حال تجاوزها يتم الاتصال بالفريق الطبي، أو في حال حدوث المضاعفات. وأكدت على أهمية أن يكون هناك تثقيف للجانب الغذائي الصحي، بحيث يكون قليل السكريات والدهون، ونظام توزيع الوجبات، والحرص على الغذاء الغني بالكربوهيدرات المعقدة على السحور، وأن يتم تأخير السحور إلى ما قبل أذان الفجر، ويجب الإكثار من شرب السوائل غير المحلاة، وخصوصاً الماء لمنع حدوث الجفاف، لما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة، والاهتمام بتنظيم مواعيد الوجبات وكميتها بالتشاور مع أخصائي التغذية. وأوصت بوجبة خفيفة بعد صلاة التراويح، لأنها نشاط بدني زائد، والقيام بنشاط رياضي خلال فترة الليل، وتحتسب صلاة التراويح والتهجد من النشاط البدني اليومي، و يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار بداية تأثير الدواء ومدته، وكذلك مستوى التحكم بالسكر لدى المريض قبل رمضان، وتجربته السابقة لصيام رمضان، وما صاحبها من مضاعفات، وأن يوجه الجهد إلى تجنب انخفاض السكر أو ارتفاعه على حد سواء، وتعتبر متابعة تحليل السكر الطريقة الأمثل لمتابعة التعديلات العلاجية، وللاكتشاف المبكر للمضاعفات، مما يسهل علاجها». وأضافت: «يوصى بفحص سكر الدم عند الاستيقاظ من النوم قبل المغرب بساعتين، وكذلك قبل السحور، ومتابعة إضافية في حال الشعور بالتعب، وحال وجود أعراض الانخفاض أو ارتفاع سكر الدم، وعمل تحليل الكيتونات لكل مرضى السكري النوع الأول أو النوع الثاني المعتمد على الأنسولين في حال المرض وارتفاع سكر الدم عن 250 ملليغرام/دسل، ويجب أن يفطر أي مريض سكري عند شعوره بالإعياء والمرض، ووجود أعراض انخفاض السكر وتحليل السكر أقل من 70 ملليغرام/دسل، ارتفاع السكر المستمر لأكثر من قراءتين بينهم ساعة فوق مستوى 250 ملليغرام/دسل، ارتفاع سكر الدم فوق 200 ملليغرام/دسل مع وجود كيتونات في الدم/البول +2 أو أكثر، وتحليل السكر، علماً أن إبرة الأنسولين في نهار رمضان لا تفطر بحسب هيئة الإفتاء».