حذّر استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبد العزيز الطّبية بالحرس الوطني الدكتور صالح الجاسر من تأثير درجات الحرارة وطول ساعات الصيام على مرضى السكري وحدوث مضاعفات تُؤدِّي إلى الإفطار أو اختلاجات طبية، وقال: إنه يجب على المرضى الالتزام بتعليمات طبية محدَّدة ليتمكنوا من الصيام دون هذه المضاعفات التي قد تصل إلى الإصابة بالغيبوبة. وأضاف د. الجاسر أنَّه عند حدوث أعراض انخفاض السكري يجب على المرضى الإفطار فورًا كي لا تتضاعف الأعراض ويصاب الإنسان بغيبوبة، وطالب بضرورة تعجيل الفطور وتأخير السحور بحيث يتم فيه التقليل ما أمكن لساعات الصيام كي يتجنب المريض التفاوت الكبير في مستوى السكر في الدَّم أثناء اليوم. وأكَّد الجاسر على ضرورة تجنَّب الغذاء المحتوي على السكريات والنشويات العالية، وخصوصًا وقت الإفطار كي لا يُؤدِّي إلى ارتفاع شديد في مستوى السكر في الدَّم أثناء الإفطار، مؤكِّدًا على أهمية احتواء وجبة الإفطار على تمرات وكأس ماء قبل صلاة المغرب، ثمَّ العشاء بعد الصَّلاة بعد أخذ العلاج اللازم، وأخذ وجبة خفيفة منتصف اللَّيل كي يحدث التوازن المطلوب في مستوى السكر في الدَّم أثناء الإفطار، كما يفضّل الإكثار من الخضار والورقيات في فترة السحور. وكشف د. الجاسر عن دراسة هي الأولى من نوعها تعدها الشؤون الصحيَّة بوزارة الحرس الوطني لمرضى السكري واستخدام مضخة الإنسولين لعلاج مرض السكري، مبينًا أن 170 مريضًا استفادوا من هذه المضخة، حيث سيتم عمل مقارنة مدى انضباط مستوى السكر في الدَّم بين المرضى الذين يستخدمون مضخة الإنسولين وغيرهم من المرضى، مشيرًا إلى أن مضخة الإنسولين هي وسيلة لإعطاء الإنسولين بصورة مستمرة تحت الجلد وتضخ الإنسولين بصورة تلقائية حسب حاجة المريض وبدأت الشؤون الصحيَّة بالحرس الوطني في استخدامها للمرضى منذ ثلاث سنوات. وطالب د.الجاسر المرضى الذين يستعملون أدوية محفزة لإفراز الإنسولين التي بدورها تساعد على إفراز الإنسولين من البنكرياس كأدوية الداونيل أو الدايتاب أو الأدوية التي تعمل على الشُّعور بالشبع مع زيادة إفراز الإنسولين جنوفيا أو قلفس بأن يراقبوا السكري بانتظام مع تقليل جرعة العلاج لفترة السحور كي يتجنبوا انخفاض السكري. كما نبّه المرضى المعتمدين على الإنسولين بالتغيّر في توقيت الجرعات وفي كمياتها بسبب تغيير النظام الغذائي من حيث الكميات والتوقيت فإذا كان المريض يستعمل جرعتي إنسولين من الإنسولين المخلوط فتأخذ جرعة الصباح قبل الإفطار وجرعة المساء قبل السحور مع خفض الجرعة من 25 في المئة إلى 50 في المئة مع مراعاة عمل تحاليل مُتعدِّدة في اليوم الواحد لتنظيم السكر وضبط الجرعة، أما إذا كان المريض يستخدم مضخة الإنسولين يجب التنسيق مع الفريق الطّبي المعالج لتحديد الجرعات المناسبة عن طريق المضخة. وشدد د.الجاسر على أن المرأة الحامل المصابة بالسكري يجب عليها عدم الصيام أثناء الحمل وبالأخص في الثلاثة الشهور الأولى أو الثلاثة شهور الأخيرة لتجنب المضاعفات المحتملة على الأم وعلى الجنين في حالة حدوث تذبذب شديد في مستوى السكري بزيادة أو نقص، مؤكِّدًا على أهمية مراجعة طبيب السكري من قبل المرأة الحامل التي تودُّ الاستمرار في الصيام لعمل التنظيم الملائم لجرعات الإنسولين قبل بدء الصيام. وقسم د.الجاسر مرضى السكري الصائمين من حيث درجة الخطورة إلى أربعة أقسام الأول: تكمن في خطورة عالية جدًا وهم مرضى السكري من النَّوع الأول وينصح هؤلاء بعدم الصيام في عدَّة حالات مرضية وهي عند الإصابة بوعكة صحيَّة شديدة، وكذلك إذا حدث انخفاض شديد بالسكري في الثلاثة أشهر التي تسبق الصيام، وإذا تكرَّرت مرَّات انخفاض السكري، وإذا انخفض السكري دون حدوث أعراض، ويضاف إليهم المرضى الذين يعانون من تذبذب كبير في معدل السكر، وكذلك عند حدوث حموضة في الدَّم لثلاثة أشهر السابقة لشهر الصيام، إلى جانب الارتفاع الشَّديد في مستوى السكر المؤدي إلى الإغماء في الشهور الثلاثة السابقة لرمضان، وكذلك الأشخاص الذين يؤدون أعمالاً شاقة، والمرأة الحامل، ومن يداومون على الغسيل الكلوي. وينصح د. الجاسر خلال ندوة (ام اس دي) الطّبية مرضى السكري بأهمية التنبه إلى أمرين أولهما الحموضة السكرية وثانيهما الجفاف، لافتًا إلى أن الحموضة تحدث عادة عند مرضى النَّوع الأول أثناء الصيام عندما يكون السكري مرتفعًا قبل شهر رمضان، وعند انخفاض جرعة الانسولين بِشَكلٍّ كبير، وكذلك إهمال الحمية الغذائيَّة، والتقليل من ممارسة الرياضة. وتابع د. الجاسر أما الجفاف أثناء الصيام فيحدث بسبب التقليل من أخذ السوائل، وزيادة درجة الحرارة والرطوبة، والقيام بأعمال شاقة، إضافة إلى التَّعرض للعوامل التي تُؤدِّي إلى زيادة التعرق، كما أن ارتفاع السكر يُؤدِّي إلى كثرة التبول ما يُؤدِّي بدوره إلى الجفاف وبالتالي الكثافة مما يعرض المريض إلى الإصابة بالجلطات، مبينًا أن الجفاف يتضاعف إلى 5 أضعاف.