ترجمة عربية لكتاب «مغامرات مع لورنس في جزيرة العرب» الذي وضعه الرحالة الأميركي لويل توماس، صدرت عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. والكتاب أدرج في سلسلة «رواد المشرق العربي» المخصصة لنقل كتابات الرحالة الأجانب عن المشرق إلى العربية، ويحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة وثلاثين فصلاً بالإضافة إلى تمهيد عن المؤلف والكتاب بقلم المترجم أحمد إيبش. ويذكرالمترجم أن الكتاب يترجم لأول مرة إلى العربية، بعد أن نشرت مذكرات لورنس العرب «ثورة في الصحراء» بترجمة رصينة، ويقول إيبش: «يروي الكاتب بقالب شائق ولغة ممتعة سلسة كيفية التقائه بلورنس في القدس بعد ما سمع عنه الكثير من الأقوال التي غدت بمثابة الأساطير، فقرر أن يرافقه في الكثير من حملاته لنسف القطارات وقتال الجيش التركي في شمال جزيرة العرب وجنوب سورية. وكان يروي وقائع ما يراه بأم العين ويدون الحدث وكأنك تراه بعينك. ولا يفوته أن يُسبغ على النص مسحة من الطرافة والفكاهة». أما المؤلف لويل توماس فكان كاتباً وصحافياً ومذيعاً شهيراً في أميركا، ويعود إليه السبق في تكريس أسطورة توماس إدوارد لورنس كبطل جماهيري، باعتماد المبالغة والروايات الخيالية والحبكات الدرامية ذات البعد الشعري. ويقول في كتابه: «لما التقيت بلورنس في قصر حاكم القدس، لم يكن بمقدوري أن أتخيله كشخص حقيقي. لم يكن بالنسبة إلي سوى أسطورة شرقية جديدة. والواقع أن القاهرةوالقدس ودمشق وبغداد وكل مدن الشرق الأدنى الأخرى، مليئة بالألوان والقصص الخيالية لدرجة أن مجرد ذكرها يثير خيال الغربيين العمليين الذين ينساقون فجأة فوق البساط السحري للذكريات فيأخذهم إلى مشاهد الطفولة من خلال قصص ألف ليلة وليلة. وهكذا توصلت إلى نتيجة أن لورنس هو نتاج الخيال الغربي زاد من توهجه احتكاكه الطويل بالشرق. لكن تبين لي أن هذه الأسطورة ما هي إلا حقيقة». ويضيف: «لما عرف لورنس أني أميل إلى علم الآثار، توطدت صلتنا في الأيام التالية التي أمضيناها في القدس قبل أن يعود إلى جيشه العربي. كنا نمضي معاً عدة ساعات، وما كنتُ لأشك بأن الحظ الحسن قد يحالفني لأنضم إليه في ما بعد في الصحراء». ويكشف المؤلف في كتابه هذا تفاصيل حياتية لأهل الجزيرة العربية وعاداتهم اليومية، فإلى جانب تأريخه ليومياته مع لورنس، يضيء على العرب، مثل قوله في الفصل الثالث: «والعالم مدين بالشيء الكثير للعرب، فهم لم يخترعوا فقط العديد من ألعابنا الصبيانية، كالبلبل الذي يدور بسحب الخيط ، بل خطوا خطوات واسعة في مجال الطب، وكانت طرق علاجهم قريبة جداً من الطرق الحديثة. كان جراحوهم المهرة يجرون علميات ضخمة باستخدام التخدير عندما كانت أوروبا معتمدة بشكل كلي على الشفاء بالمعجزات الذي يطبقه رجال الدين».