لم تكتمل فرحة والديه بمقدمه، فقد خرج إلى هذه الدنيا معوقاً، حرم الحركة فتشوهت طفولته، وفقد والداه الفرحة وحلت بدلاً منها الأحزان والمراجعات المتكررة سنوات طويلة. «إبراهيم» طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يتجاوز عمره (16 عاماً)، بدأ رحلته مع الإعاقة، نتيجة نقص الأوكسجين أثناء عملية الولادة، وبعد ذلك تبينت إصابته بتشنج في الأطراف، أدى إلى عدم قدرته على المشي أو الوقوف، أو حتى الكلام. ويقول أبوإبراهيم: «خضع ابني لخمس جراحات في مستشفيات مختلفة بلا نتيجة تذكر»، لافتاً إلى أن جميع الأطباء أكدوا أن هذا غاية ما يستطيعونه بعد أن لاحظوا عدم وجود أي تحسّن في حالته. ويضيف: «راجعنا مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وهناك استمر العلاج لأربعة أعوام، إلا أننا لم نلاحظ أي تقدم في حالة ابننا»، موضحاً أن إبراهيم ما زال ملازماً الكرسي المتحرك. ويتابع والد الطفل المعوق: «أرسلت التقارير الطبية الخاصة بإبراهيم إلى مراكز متخصصة خارج السعودية، وبعد فترة قصيرة وردني تقرير من مركز طبي في ألمانيا يؤكد وجود علاج لابني، وفعلاً سافرنا على حساب أحد فاعلي الخير، وهناك أجريت له فحوصات طبية، تم الاعتماد عليها لعمل بعض الأجهزة التعويضية، وأكد الأطباء ضرورة تكثيف العلاج الطبيعي». فور عودة الأب المحبط ومعه ابنه، شرع في البحث عن مركز متخصص للعلاج الطبيعي، إلا أنه وجد أن كلفة العلاج في المستشفيات الخاصة باهظة الثمن، «لم تكن حالي المادية تسمح بذلك، فقد تحملت من الديون ما لا يعلمه إلا الله». ويتابع: «ذهبت إلى مدينة الأمير سلطان الإنسانية، وهناك فعلاً وجدت اهتماماً فائقاً من القائمين على المدينة، إذ تابعوا حالة ابني وبعد مرور فترة من الزمن لاحظت تحسناً طفيفاً، وهذا أقصى ما يستطيعون»، مبدياً شكره العميق لجميع من أسهم في علاج ابنه في المدينة. ويلفت أبوإبراهيم إلى أن «سنوات العلاج والمراجعات سببت لي الكثير من الضغوط وكبلتني بالديون، الأمر الذي أثر سلباً في صحتي»، موضحاً أنه حالياً يعاني من ارتفاع ضغط الدم وداء السكر. بعد سنوات طوال من المراجعات والانتظار في أروقة المستشفيات والأرق، وبعد أن بذل كل جهده لعلاج فلذة كبده، وجد أبوإبراهيم نفسه بعيداً عن الابتسامة، صديقاً للأحزان، أسيراً للديون، «أنا مؤمن بأن كل شيء مكتوب في هذه الدنيا، وكنت أعلم، بحسب كلام الأطباء، أن ابني سيبقى معوقاً، ولكني أردت أن يتحسن ولو قليلاً حتى لا أعاتب نفسي في ما بعد، والآن أعول أسرة مكونة من خمسة أفراد، زوجتي وأربعة أبناء أكبرهم إبراهيم، وقد أحاطت بي الديون، وأريد أن أطمئن عليهم وعلى مستقبلهم، خصوصاً أن الأمراض بدأت تعوق حركتي»، متمنياً من المسؤولين في هذه البلاد المباركة مساعدته في سداد ديونه في أقرب وقت حتى يتفرغ لرعاية أسرته.