لم تكتمل فرحة والديها بمقدمها، إذ خرجت إلى هذه الدنيا مريضة، وخلال أيام اتضح أنها معوّقة. حرمت من الحركة فتشوّهت طفولتها، وفقد والداها الفرحة وحلت بدلاً منها الأحزان والمراجعات المتكررة سنوات طويلة. «ميعاد» طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يتجاوز عمرها (12 عاماً)، بدأت رحلتها مع الإعاقة منذ الثواني الأولى لمولدها، نتيجة نقص الأوكسجين أثناء عملية الولادة، وبعد ذلك تبينت إصابتها بشلل دماغي وتشنج في الأطراف أدى إلى عدم قدرتها على المشي أو حتى الوقوف، إضافة إلى عجزها عن الكلام سوى بعض المفردات التي لا يفهمها سوى والدتها. ويقول والدها فهد العتيبي: «بدأت رحلة ميعاد العلاجية منذ عامها الأول في منطقة تبوك، إذ خضعت لأربع جراحات في مستشفى الملك عبدالعزيز العسكري مع متابعة العلاج الطبيعي، الذي استمر خمسة أعوام بلا نتيجة تذكر»، لافتاً إلى أن الطبيب المعالج أوصى بعلاجها عن طريق إبر البوتاكس بعد أن لاحظ عدم وجود أي تحسّن في حالة ميعاد. ويضيف: «اضطررنا إلى تحويلها إلى مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وهناك استمر العلاج لمدة سنتين، إلا أننا لم نلاحظ أي تقدم في حالة ابنتنا، ما جعلنا نلجأ بعد الله إلى مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، واستمرت المراجعات المتكررة أكثر من ثلاثة أعوام، أجريت لها خلال هذه المدة أكثر من جراحة ولكن بلا فائدة»، موضحاً أن ميعاد ما زالت ملازمة للكرسي المتحرك. ويتابع والد ميعاد: «لم أفقد الأمل، فبادرت إلى إرسال التقارير الطبية الخاصة بميعاد إلى مراكز متخصصة خارج السعودية، وبعد فترة قصيرة وردني تقرير من مركز طبي في ألمانيا يؤكد وجود علاج لابنتي»، مشيراً إلى أنه منح أمراً من مقام خادم الحرمين الشريفين وسافر على حساب الدولة برفقة ابنته لمدة شهرين، وهناك أجريت لها فحوصات طبية، تم الاعتماد عليها لعمل بعض الأجهزة التعويضية، وأكد الأطباء ضرورة تكثيف العلاج الطبيعي.