طرق معظم الأبواب وبذل كل ما يملكه لإنقاذ فلذة كبده. قاوم الأحزان وتغلب على الأوجاع وفرغ نفسه وأنفق كل ماله في سبيل علاج ابنته. أصبحت جميع حواسه ومشاعره متوقفة على حالتها النفسية، فضحكه رهن بسعادتها ودموعه أسيرة لحزنها. توقفت أحلامه ووئدت طموحاته في مهدها، فبعد أن كان ماضيه بائساً بسبب إعاقتها، أصبح الحاضر لعلاجها، والمستقبل من أجل رؤيتها وهي تمشي وتنطق مثل بقية الأطفال. هذه هي حال والد المعوقة ميعاد ذات التسعة أعوام، والأمر نفسه ينسحب على والدتها التي أحبطتها الأحزان وتقطع قلبها بعد أن علمت بصعوبة علاج ابنتها في السعودية. ويقول ف. العتيبي والد ميعاد: «لم تكتمل فرحتي بقدوم ابنتي قبل تسعة أعوام حتى أخبرني الأطباء أنها تعاني من شلل في الدماغ مصحوب بتشنجات في الأطراف»، موضحاً أنها حالياً لا تمشي ولا تجلس ولا تنطق من الكلمات إلا النزر القليل. ويضيف: «راجعت بها الكثير من المستشفيات الخاصة والحكومية، وأجري لها العديد من الجراحات لأكثر من ثلاثة أعوام»، مستدركاً: «إلا أن وضعها الصحي لم يتحسن، فهي ما زالت تلازم الكرسي المتحرك». بعد أن بلغ الإحباط مبلغه من والدي ميعاد، لاحت بارقة أمل من جديد، إذ قام والد ميعاد بمراسلة بعض المستشفيات والمصحات المتخصصة في جمهورية التشيك وعرض عليها الحالة الصحية لابنته، فأكد له الأطباء ان هناك إمكاناً لعلاج ميعاد، وبعد مخاطبات استغرقت بعض الوقت قدرت تكاليف العلاج بما يزيد على 37 ألف يورو أي ما يعادل 225 ألف ريال، وأوضح الأطباء في تلك المصحات أن رحلة العلاج تستغرق أكثر من ستة أشهر. بارقة الأمل مهددة بالموت حالياً، خصوصاً في ظل الوضع المالي السيئ جداً الذي يقاسيه والد ميعاد. ويؤكد: «وقفت عاجزاً أمام هذه التكاليف الباهظة، وأصبحت أعيش أنا ووالدتها في حالة نفسية سيئة أكثر من السابق»، موضحاً «في داخل السعودية لم يذكر لي مستشفى أو طبيب إلا وذهبت إليه حتى لو كان الأمل صغيراً، إلا أنني الآن أشعر بأنه ليس بين ابنتي والشفاء سوى توفير هذا المبلغ وهذا ما لا أستطيعه». ويضيف: «أتمنى ألا يكون ضيق ذات اليد عائقاً كبيراً أمام تحقيق هذه الأمنية، التي انتظرناها كثيراً»، مناشداً ولاة الأمر وأصحاب الأيادي البيضاء مد يد العون والمساعدة للإسراع بعلاج ابنته المشلولة في جمهورية التشيك».