لم تمهل الظروف الطفل «أحمد عمرو» ذي الأعوام الستة، فحوله المرض من طفل يشع بالحيوية والنشاط إلى شبه جثة هامدة ملقاة على الفراش. وبدأت معاناة أحمد مع المرض منذ عامه الأول، إذ أصيب ب «جرثومة» استقرت في خلايا المخ لديه. ويقول والده ل «الحياة» والحزن يملأ عينيه إن ابنه تعرض إلى جرثومة دمرت خلايا المخ لديه عندما كان طفلاً صغيراً، لافتاً إلى أنه ومنذ ذلك الحين أصبح طريح الفراش ويتناول غذاءه اليومي على شكل سوائل بعد خلطها. ويضيف: «عندما أصيب ابني بالجرثومة راجعنا على الفور مستشفى حكومياً كبيراً في الرياض (تحتفظ «الحياة» باسم المستشفى)، إلا أن الأطباء هناك اكتفوا بإجراء تحاليل طبية اعتيادية وقرروا أن الطفل مصاب بأعراض في ارتفاع الحرارة والرشح فقط»، موضحاً أن الطبيب المعالج في المستشفى لم يكن دقيقاً في تشخيصه وأوصى بإخراج أحمد من المستشفى، لأن حالته لا تستدعي التنويم. ويستطرد والد أحمد: «على رغم أني لم أطمئن لتشخيص الأطباء، إلا أنني عدت إلى المنزل مجبراً، ولم يأت اليوم التالي حتى أصيب ابني بتشنجات قوية استدعت إدخاله إلى العناية المركزة ثم بقاءه فيها لمدة عشرة أيام متواصلة»، مشيراً إلى أنه بعد إجراء التحاليل الطبية والفحوصات الدقيقة اكتشف الأطباء إصابته بجرثومة في المخ، أفقدته بعد ذلك القدرة على تحريك أي جزء من جسمه وأصبح في غيبوبة لأشهر عدة. وعلى رغم استمرار نمو أحمد، إلا أن أمراضه تزداد بوتيرة أكثر، وهو ما أدخل الحيرة إلى والديه والأطباء على حد سواء، خصوصاً في ظل صعوبة توفير العلاج الذي يتناوله، إذ يحتاج توافره إلى مدة قد تصل أحياناً إلى ثلاثة أشهر. ولا يخفي والد أحمد أنه تقدم إلى المسؤولين أملاً في علاج ابنه في أحد المستشفيات ذات الخدمات الطبية العالية، مؤكداً أن التفاعل جاء سريعاً. ويتابع: «تمت الموافقة على علاج أحمد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث»، مستدركاً: «مضى على أمر العلاج نحو ستة أعوام، ومع ذلك لم ينفذ الأمر السامي بعلاج ابني في المستشفى التخصصي، ما أطال عمر المعاناة التي يعيشها ونعيشها». أمام هذا الوضع المعقد اضطر والد أحمد إلى علاجه في إحدى الدول العربية، لافتاً إلى أن الأطباء هناك قرروا أن الطفل يحتاج إلى علاج في إحدى المصحات الطبية ذات الخدمات الطبية العالية لكي تعود إليه حاله الصحية. ويتساءل الوالد الحزين عن السبب في تجاهل وزارة الصحة لأمر العلاج، «وزارة الصحة لم تكن جادة، كما أن اللجنة المخولة بتحويل ابني إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي تجاهلت وضعه الصحي»، مضيفاً: «بدلاً من ذلك وجهوني بخطاب رسمي إلى المستشفى الذي كان يعالج فيه ابني سابقاً». وعلى رغم رباطة الجأش التي ظهر بها والد أحمد، إلا أن السنوات الست التي قضاها بين أروقة المستشفيات والحزن الذي يكتنفه جراء وضع ابنه الصحي، بديا واضحين على وجهه المرهق. وختم بمناشدة إلى المسؤولين في وزارة الصحة وفاعلي الخير «لقد بدأ اليأس يتملكني، فأرجوكم ساعدوني على علاج ابني وأعيدوا إلينا البسمة التي فقدناها منذ سنوات واحتسبوا ذلك لوجه الله تعالى».