تنوّعت القوائم الانتخابية التي تريد خوض الانتخابات الاشتراعية الايرانية المقررة الشهر المقبل، بعدما توضّحت ملامح المرشحين الذين يستطيعون المشاركة في الاقتراع، وذلك في ضوء مواقف القوائم الرئيسة في هذا الشأن. وسعي مرشحون الي تشكيل قوائم جديدة، احتجاجاً علي استبعادهم من القوائم الرئيسة، فيما رفض آخرون تقديم تعهدات مكتوبة، بوصفها شرطاً لدخول هذه القائمة أو تلك، لكن الواضح ان مؤيدي الرئيس محمود أحمدي نجاد هم الأكثر دقة في إعداد القوائم، بناءً علي توجهات شخصيات قريبة من الأخير. ويعتقد الناشط السياسي الأصولي أمير محبيان بأن أنصار نجاد ينقسمون الي ثلاث جماعات، يجمعهم الموقف من اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس: الأولي ترفع شعار «نعم لنجاد ولا لمشائي»، وتمثلها «جبهة استقرار الثورة الاسلامية»، والثانية تتمحور وراء شعار «نعم لنجاد وعدم الاكتراث بمشائي»، وتمثلها «الجبهة الداعمة لخطاب الثورة الاسلامية»، فيما ترفع المجموعة الثالثة شعار «نعم لنجاد نعم لمشائي». ويرى محبيان ان التيار الداعم لنجاد يحاول التحرّك انتخابياً في إطار «حركة هادئة مع إطفاء الأنوار»، لتجنّب إشاعة حساسيات لدى مختلف الأطراف، اذ عزمت «جبهة الاستقامة» على خوض الانتخابات في شكل واضح، من دون وجل أو خوف، فيما تترصّد المجموعات الأخري التحرك تحت الأضواء الخافتة، بعد إعلان مجلس صيانة الدستور صلاحية المرشحين في شكل نهائي، اذ تريد المجموعات التحرّك في المدن الصغيرة التي لا تحتاج دعاية انتخابية كبيرة، وتعتمد علي الاتصال المباشر بالناخبين. وطبيعي ان الايام المقبلة ستوضح كثيراً من معالم اتجاهات القوائم الانتخابية، خصوصاً أن الدعاية الانتخابية تبدأ في 23 من الشهر الجاري، بعد غلق ملف صلاحية المرشحين في 22 منه. وأكد كامران باقري لنكراني، وزير الصحة السابق الذي اختير ناطقاً باسم «قائمة الاستقامة»، علي الخطاب الاقتصادي للإمام الخميني ومرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، لكنه اعتبر أن «باب انتقاد برامج الحكومة لم يُغلق»، فيما أشارت مصادر في طهران الى مساع حثيثة لتوحيد قائمتي «الجبهة المتحدة للأصوليين» و «جبهة الاستقامة»، علي رغم عدم اشتراك القائمتين إلا بخمسة مرشحين فقط، وهذا ما يدفع في اتجاه استبعاد خيار توحيد القائمتين. اما نجاد الذي تعهد الامتناع عن دخول الماكينة الانتخابية، فشارك في تجمع انتخابي تحت عنوان «الندوة الكبري للمستشارين الشباب»، والتي أطلقت جبهة انتخابية جديدة، دُعيت «جبهة التوحيد والعدالة» والتي تستند الي القاعدة الشبابية في الجامعات، وهذا يتعارض مع آراء رجّحت تحرّك أنصار الرئيس الايراني «تحت أضواء خافتة». وإذا كان ذلك صحيحاً، سيتم في المناطق النائية.