طرابلس - رويترز - قال مسؤول أمني أمس الإثنين إن ما لا يقل عن خمسة قتلوا في اشتباكات بين قبائل متناحرة حول السيطرة على الأرض في أقصى جنوب شرقي ليبيا، مما يبرز التحدي الأمني في البلاد. واندلع القتال الأحد في شعبية الكفرة في أقصى جنوب شرقي ليبيا واستمر حتى أمس. وقال عبدالبارئ ادريس المسؤول الأمني ل «رويترز» من الكفرة إن مسلحين محليين اشتبكوا مع مقاتلين من التبو وهي مجموعة عرقية بقيادة عيسى عبدالمجيد الذي يتهمه سكان محليون بجلب آخرين من التبو من تشاد المجاورة ومحاولة توطينهم في واحة مجاورة. وأضاف ادريس إن رجال عبدالمجيد نصبوا مخيماً في بلدة جالو الليلة قبل الماضية وتمسكوا بمواقعهم. ولم يتسن على الفور الاتصال بعبدالمجيد الذي أيد قوات المعارضة الليبية خلال انتفاضة العام الماضي. على صعيد آخر، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل الأحد إن سيف الإسلام ابن معمر القذافي سينقل إلى سجن في طرابلس خلال شهرين على أن يمثل بعد ذلك للمحاكمة. وبعد ثلاثة اشهر على اعتقاله في صحراء ليبيا متنكراً في ملابس بدوي لا يزال سيف الإسلام محتجزاً في موقع سري في بلدة الزنتان في شمال غربي ليبيا الأمر الذي يعكس مشكلة أوسع نطاقاً تتمثل في وجود ميليشيات محلية قوية وحكومة مركزية ضعيفة. وقال عبدالجليل في مقابلة مع «رويترز» إن السلطات في ليبيا تكمل تشييد بناء سجن في وسط طرابلس - بدأ العمل فيه في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي- والذي سينقل إليه سيف الإسلام. وأوضح أن سيف الإسلام يخضع حالياً للاستجواب وأن محاكمته ستبدأ بمجرد تجهيز السجن. وأضاف أن الأمر لن يستغرق أكثر من شهرين لنقل سيف الإسلام إلى السجن في طرابلس. ويقول قادة عسكريون في الزنتان إنهم يحتجزون سيف الإسلام في بلدتهم الجبلية النائية بدل تسليمه إلى المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس حتى لا يتعرض للمصير نفسه الذي لقيه والده. وقُتل القذافي على أيدي معتقليه بعد وقت قصير من القبض عليه في تشرين الأول (اكتوبر). وعرضت جثته علناً في ثلاجة للحوم في مصراتة قبل دفنه سراً في الصحراء الليبية. وما زال شبح أبناء القذافي يخيم على ليبيا. وقال عبدالجليل إن النيجر صادرت كل أجهزة الاتصال الخاصة بالساعدي شقيق سيف الاسلام بعدما حذّر من انتفاضة قادمة في ليبيا ضد السلطات الحاكمة الآن في طرابلس. وكان الساعدي الذي فر إلى النيجر في أيلول (سبتمبر) قال لتلفزيون قناة «العربية» عبر الهاتف يوم الجمعة إنه على اتصال دائم بأشخاص في ليبيا غير راضين عن السلطات التي تولت مقاليد الحكم في البلاد بعد اطاحة والده وقتله. وقال عبدالجليل إن هناك خططاً لنقل سكان من تاورغاء يقيمون الآن في مخيمات لاجئين إلى بلدتهم مرة أخرى. واستخدمت قوات القذافي تاورغاء قاعدة لها لحصار وقصف مصراتة خلال الحرب. ويقول سكانها وغالبيتهم من الليبيين السود إن كتائب القذافي اتخذتهم رهائن وانهم لم يتعاونوا معها.