أكد مشاركون في ندوة حول العلاقات السعودية الكورية، عقدت ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في قاعة مكارم، أن الفجوة المعرفية بين كوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية، واسعة بقدر عدم معرفة كل طرف بالآخر، مع زيادة العلاقات بين الطرفين في كل الصعد. وقال مدير جامعة الملك سعود سابقاً الدكتور أحمد الضبيب ل «الحياة»، على هامش الندوة: «إن العلاقات بين الطرفين هي علاقات واسعة قائمة، منذ أكثر من 80 عاماً بشكلها الحالي، ولكنها تحولت إلى الجانب الاقتصادي في الفترة الأخيرة، لما تدعو إليه العولمة، والإنشاءات الحديثة التي تتم في المملكة العربية السعودية». ورأى الدكتور مون تشنج أين من كوريا في بداية الندوة إن العلاقات السعودية الكورية لها جذورُ تاريخية طويلة الأمد، «عبر العلاقة الممتدة بين البلدين، والتي عززتها الشراكة الاقتصادية المتعاظمة بين البلدين». وبين تشنج أين أن العلاقات بين الطرفين هي علاقات قائمة عبر التاريخ الطويل، والتي يمتد لأكثر من نصف قرن، مع التأكيد على أنها ستجد تطوراً أكبر في الفترة القادمة، بسبب وعي القيادة السياسية للبلدين بدور كل طرف، ومحاولة تعزيزها في مختلف المجالات. وتحدث إمام المركز الإسلامي في سيؤول الدكتور عبدالرحمن لي عن الإسلام في كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أن الإسلام وصل إلى بلاده منذ فترة طويلة عبر التجار المسلمين، الذين قدموا إليها مصاحبين للحروب القديمة، التي أدت إلى دخول مجموعة من الكوريين في الإسلام. وقال إن للسعودية «دوراً في نشر الإسلام في بلادهم، والمحافظة على هوية الإسلام النقية»، مضيفاً أن الإسلام دخل إليها حديثاً بعد 1950، «وتوسعت حتى وُضع أساس المركز الإسلامي بدعم من السعودية، التي ساعدت عبر منظماتها المتعددة في ترسيخ الإسلام في هذه الجزيرة»، مؤكداً أن الكثير من الكوريين العاملين في المملكة «دخلوا إلى الإسلام أثناء عملهم في المملكة». ورأى الدكتور لي هو سو أن الكثير من الاكتشافات العلمية في كوريا، «تأثرت بالاكتشافات العلمية التي وصل إليها المسلمون في القرون المتأخرة»، موضحاً أن الاختراعات الإسلامية «كان لها نصيب من الإلهام للمخترعين الكوريين، الذين وضعوا أسس بعض هذه الاختراعات استفادة من الأسلاف العرب»، مستشهداً ببعض الوثائق والكتابات التي كانت في تلك الفترة، والرحلات التجارية الإسلامية العربية إلى كوريا. وتحدث الدكتور جين ديه جي عن قطاع الصناعة والتقنية والتطور الاقتصادي في كوريا، والنمو الاقتصادي الذي تشهده بلاده في الفترة الأخيرة. ورأى أن كوريا في بداية السبعينات «كانت من دول العالم الثالث، وتحولت في المرحلة اللاحقة إلى دول العالم الصناعي الأول، بحكم الاهتمام بتنشئة الجيل صناعياً وتعليمياً بحيث يحقق الأهداف التنموية الكبرى لبلاده». وقال إن إقامة الجناح الكوري في الجنادرية هو بادرة جيدة في التقريب بين كوريا والعالم الإسلامي ككل والسعودية بشكل خاص. وتحدث الدكتور شو سانج عن النظام التعليمي في كوريا، ودوره في إنعاش الاقتصاد في الدول والتنسيق ما بين النظام التربوي والاقتصادي، لتحقيق تنمية سريعة شاملة في كوريا. وقدم الدكتور عبدالسلام سليمان من السعودية نبذة عن العلاقات التاريخية بين المملكة وكوريا، والتعاون الاقتصادي بين البلدين بخاصة في مجالي الطاقة وصناعة المنشآت.