قدّم الدكتور أحمد بن محمد الضبيب المشاركين في ندوة العلاقات السعودية الكورية، التي ضمت خمسة متحدثين من كوريا الجنوبية ومتحدثا واحدا من المملكة العربية السعودية. خلال "ندوة العلاقات السعودية الكورية" التي أقيمت صباح أمس ضمن البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 27) بفندق ماريوت. ففي البداية تحدّث الدكتور تشوي سانج داك الذي تحدث في البداية عن العلاقات السعودية منذ نشأتها في البدايات منذ خمسينات القرن الماضي، ومن ثمّ تطورت هذه العلاقة وبالذات اقتصاديا حيث ساهمت هذه العلاقات بالنسبة لكوريا في تحسين الاقتصاد الكوري ابتداء من عام 1970- 1980م. ثم قرأ فضيلة الشيخ عبدالرحمن لي (د. ليجو هو) إمام المسجد المركزي بسيئول، حيث عبّر الدكتور لي عن فرحه بزيارة المملكة والجنادرية بالذات، ثم عرّج على سرد تأريخ دخول الإسلام لكوريا حيث بدأ الزخم الاسلامي يظهر جليا في كوريا الجنوبية منذ عام 1955م حين تكونت جمعية كوريا المسلمة بعد الحرب الكورية، ثم اتحاد المسلمين الكوريين عام 1967م، وبني المسجد المركزي بسيئول عام 1970م بمساعدة من الدول الاسلامية، حيت كانت المملكة العربية السعودية في مقدمتها. وتحدّث الدكتور لي هو سو عن العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والعرب، التي يعزوها لآلاف السنين، فهناك والكلام للدكتور لي تأريخ طويل بين العرب والجزيرة الكورية، فالاسلام بدأ منذ وقت قريب، لكن العلاقات ممتدة عبر الجذور. فهناك تجار مسلمون اتوا لكوريا في القرن الثامن عشر الميلادي، وهناك بعض التقاليد الكورية التي كانت في القرن الخامس عشر، تدل على أنها مستقاة من التقاليد الاسلامية العربية، ومتأثرة بالحضارة الاسلامية. الحضور النسائي وتحدّث الدكتور جين ديه جي عن العلاقات الاقتصادية والصناعية، مستخدما عرضا وسائطيا أضفى على ورقته مزيدا من الفعالية، وساردا قصة نهضة الشعب الكوري صناعيا، فهو يقول: لم يكن لدينا شيء تقريبا في كوريا عام 1950م فلقد كنّا بلدا فقيرا بسبب الحروب وغيرها، ولم يزد دخل الفرد على 60 دولارا فقط، وبدأنا من تحت الركام ليصل دخلنا الآن إلى تريليون دولار من خلال صادراتنا فقط. الدكتور جون سانق يو تحدث عن جانب الخبرات التربوية الكورية، ساردا قصة النهضة التربوية الكورية، فنظرا لشح الامكانات الاقتصادية والخامات كان الاقتصاد الكوري في الستينيات ضعيفا جدا ليصبح في عام 2000م إلى مصاف أغنى الاقتصاديات العالمية بفعل التخطيط السليم في المجال التعليمي، حيث استثمرنا في المجال التعليمي، وهناك نمو اقتصادي كبير بسبب العلاقة الممتازة بين التعليم والتربية من جهة والجانب الاقتصادي الصناعي من جهة اخرى. وفي النهاية وصف الدكتور عبدالسلام السليمان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود خلال توقعاته أن تثير قصة نجاح النموذج الكوري التوثّب لدى السعوديين مرجعاً ذلك الى حداثة هذا النجاح وقال: إن السعودية تمر اليوم بظاهرتين متعارضتين: طفرة انمائية من ناحية وتحدي مواجهة البطالة بنوعيها الهرم السكاني من ناحية أخرى.. معتبرا أن النموذج الكوري ربما يفتح في التنمية البشرية الباب لأنماط جديدة من العلاقة بين البلدين ترتكز في الإفادة من التجربة الكورية في التنمية البشرية خلال العقود الخمسة الماضية. وأضاف د. السليمان قائلاً: ربما يكون شكل من هذه الأشكال المستقبلية إنشاء مصانع بعمالة مشتركة من البلدين، وكذلك قد تتضمن برامج الابتعاث التدريب على رأس العمل في المصانع الكورية، لنقل نماذج ناجحة من التنمية البشرية.