حققت ندوة «المثقف العربي والمتغيرات السياسية.. جدلية العلاقة بين السلطة والمثقف في العالم العربي»، جزء من عنوانها عندما انقسم الحضور حول إشكالية العلاقة بين المثقف والسياسة.. كما انقسم المحاضرون حول هذه الجدلية. وبدأت الندوة الأولى ضمن البرنامج الثقافي ل «جنادرية 27» التي أقيمت في قاعة مكارم بفندق ماريوت بالرياض يوم أمس الأول الجمعة برئاسة الدكتورة عزيزة المانع، فيما تحدث فيها كل من: الدكتور حيدر محمود وزير الثقافة السابق في الأردن، والدكتور أبو يعرب المرزوقي عضو المجلس التاسيسي في تونس، إضافة إلى بتسالم بن خميس وزير الثقافة السابق في المغرب. بدأت الندوة بحديث للدكتور حيدر محمود الذي أشار إلى علاقة المثقف بالسلطة، لافتًا إلى أن المثقف تتغيّر رؤيته حين يصل إلى السلطة بعيدًا عن الفلسفة التي كان يحملها قبل وصوله إلى المنصب الوزاري، لافتًا في ذات الصدد إلى أن المسؤول حين يصل إلى السلطة لا يتمكن من التأثير على كل الأطراف المحيطة به، كما تناول المغريات التي وجدها حين كان مسؤولا حكوميا، مبيّنًا أن كرسي الوزارة حين يتقلده الإنسان فإن له مزيدا من البريق الذي يشعر الإنسان بكثير من التغيرات التي تلحق به حتى خروجه من المنصب. بعد ذلك تحدث الدكتور أبو يعرب المرزوقى الذي أشار إلى طبيعة العلاقة بين المثقفين والسلطة وتطورها وأصناف المثقفين، قائلا: العلاقة بين المثقف والسلطة علاقة مركبة وليست بسيطة، مستشهدًا بعدد من النماذج الثقافية في اليونان والدول الأخرى. وأما الدكتور بنسالم بن خميس فتحدث عن عدد من النماذج للمثقفين الذين حملوا مناصب سياسية في بعض الدول خلال التاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن الكثير من أولئك استطاعوا أن يكوّنوا لهم نموذجًا في العطاء الثقافي والسياسي، ولافتًا إلى الرؤية الخاصة بابن خلدون الذي اعتبره من فلاسفة التاريخ ومؤسّسًا لعلم الاجتماع. وقدم بن خميس نماذج عن المثقفين، ومنهم المثقف العضوي الذي يعمل في السلطة ويوظف علمه في خدمة النظام أو المؤسسة السياسية، ومؤكدًا على أهمية ربط الثقافة بالبحث والابتكار، موضحًا أن هناك فرق بين المثقف وممارس السلطة لأن المثقف يعمل في زمن أوسع لأنه يستحضر التاريخ ويستشرف المستقبل. بعد ذلك فتح باب الحوار بين المحاضرين والمثقفين الذين قدموا مداخلاتهم وأسئلتهم التي تمحورت حول موضوع الندوة. المتغيرات السياسية عقدت الندوة الثانية تحت عنوان «المثقف العربي والمتغيرات السياسية» وأدارت الندوة الدكتورة ميساء الخواجة وتحدث في بدايتها رئيس اتحاد الكتّاب في الأردن فخري صالح عن علاقة المثقف العربي بمجتمعه والإشكاليات التي تعترض المفهوم الثقافي بين المثقف والسلطة. كما تحدث عن انجذاب المثقف نحو السلطة والعلاقة العكسية بينهما، ثم تناول مفهوم الطليعة الثقافية والحركات التي تلعبها تلك الطليعة ودورها تجاه المجتمع، ومفهوم المثقف الحديث، قائلا: إنه مفهوم جديد نسبيًا وُلد في نهاية القرن التاسع عشر ولم يعرف إلا بمسميات مختلفة. وأشار إلى أن المثقف لم يتحرر من السلطة إلا بعد ان ضمن قدرته على اكتساب عيشه من عمله الثقافي، وإذا استطاع أن ينفصل عن السلطة ويستقل عنها ويصبح له دور ورسالة في المجتمع. ثم تحدث سعيد السريحى عن المتغيّرات التي شهدتها العواصم العربية العديدة والمطالبة بحقوقها المدنية المستمدة من العدالة والحرية والنزاهة وسيادة القانون، قائلا: المتغيرات التي شهدتها الساحة مؤخرًا لم تكن نتاج المثقفين وإنما كانت نتاج مطالب تلك الشعوب حيث استفاد منها المثقف في نهاية الأمر. أكاديميون كوريون: العلاقات السعودية الكورية متميزة وفي تطور مستمر استؤنفت أمس فعاليات النشاط الثقافى ل «الجنادرية 27» بندوة عن «العلاقات السعودية الكورية وآفاق المستقبل» أدارها الدكتور أحمد الضبيب وشارك فيها خمسة من أساتذة الجامعات في كوريا الجنوبية إلى جانب الدكتور عبدالسلام سليمان من جامعة الملك سعود وذلك بفندق الماريوت بالرياض. وتناول الدكتور مون تشنج أين من كوريا في بداية الندوة العلاقات السعودية الكورية، مشيرا إلى الجذور التاريخية لهذه العلاقة بين البلدين الصديقين والشراكة الاقتصادية بين البلدين. وتحدث عن مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكدا أنها علاقات مميزة وفي تطور مستمر. وتطرق إمام المركز الإسلامى الدكتور عبدالرحمن لي إلى أوضاع المسلمين في كوريا الجنوبية ودور المملكة في الدعوة إلى الإسلام في كوريا ومستقبل الإسلام في بلاده. وقدم نبذة عن التاريخ الإسلامي في كوريا والصعوبات التى تواجه الدعوة هناك. من جهته تحدث الدكتور لي هو سو عن الاكتشافات العلمية في كوريا التي تأثرت بالحضارة الإسلامية، مشيرا إلى العلاقات التي تربط كوريا بالعالم الإسلامي والعربي، مستشهدا ببعض الوثائق والكتابات التى كانت في تلك الفترة والرحلات التجارية الإسلامية إلى كوريا. أما الدكتور جين ديه جى فقد تحدث عن قطاع الصناعة والتقنية والتطور الاقتصادي في كوريا والنمو الاقتصادي الكبير في كوريا الجنوبية، وتناول مجالات التجارة التى يتعامل بها المستثمر في كوريا، مشيرا إلى الجناح الذي أقيم بقرية الجنادرية الذي صور الفلكلور الكوري الذى يشاهده الزائر لهذه القرية. وتحدث الدكتور شو سانج عن النظام التعليمي في كوريا ودوره في إنعاش الاقتصاد في الدول والتنسيق ما بين النظام التربوي والاقتصادي لتحقيق تنمية سريعة شاملة في كوريا. فيما قدم الدكتور عبدالسلام سليمان نبذة عن العلاقات التاريخية بين المملكة وكوريا والتعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة في مجالي الطاقة وصناعة المنشآت. “الجنادرية 27” تهزم الرياضة.. وأكثر من مليون زائر في اليومين الأولين شدّد عدد من زوار «الجنادرية 27» يوم أمس الأول على أهمية وجودهم في القرية التراثية للاستمتاع بالتراث الوطني وفنونه، مفضلين البقاء في القرية التراثية على حضور المباراة النهائية لكأس ولي العهد التي جمعت فريقي الهلال والاتفاق على ستاد الملك فهد الدولي في المساء ذاته. وفي البداية، قال علي الشهري: أتينا إلى هنا من أجل الإطلاع على الفعاليات وقررت البقاء مدة أطول كون هذا المهرجان يقام مرة واحدة في السنة بينما باستطاعتي حضور مباريات كثيرة خلال شهر واحد فقط . من جانبه، أكد عبدالله الشهري على أنه عشقه للفنون الشعبية غلب حبه لكرة القدم، مبينا: بصراحة أنا أحب كرة القدم لحد كبير لكنه لا يرتقي على لعشقي للتراث والفنون الشعبية، وأهمية الجنادرية بالنسبة لي كونني عاشق للفنون الشعبية التي تقام حاليًا في القرية، إضافة إلى هواية التصوير التي أجد من خلالها متعة كبيرة في الجنادرية. أما عادل المشيطي، فشدّد على أن المهرجان يأتي في قائمة أول اهتماماته ولا يوازيه أي نشاط رياضي آخر، وزاد: الجنادرية أول اهتماماتي اليوم وفضلتها على نهائي كأس ولي العهد لعدة أمور من أبرزها أن باستطاعتي رؤية المباراة في وقت لاحق بإذن الله. يذكر أن القرية التراثية، شهدت يوم أمس الأول (الجمعة) كثافة عالية منذ الافتتاح عند الساعة الرابعة عصرا حتى إغلاق البوابات، حيث أكد اللواء عبد الرحمن الزامل قائد أمن وحراسة معسكر الجنادرية أن زوار «الجنادرية 27» تجاوز 500 ألف زائر في ثاني أيامها، وبإجمالي 1.3 مليون زائر في اليومين الأول لاستقبالها للزوار. جدة تحتفي بفارس «الجنادرية 27» كشفت ل «المدينة» مصادر ثقافية مطلعة أن حفلا كبيرا سيتم إقامته في مدينة جده تكريمًا للشاعر الكبير إبراهيم خفاجي بمناسبة تكريمه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بعد اختياره شخصية العام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السابعة والعشرين. ومن المتوقع أن يقام الحفل يوم غدٍ الاثنين وينتظر أن يتم توجيه الدعوات للعديد من شخصيات المجتمع ورجال الإعلام والمحبين لشاعر الوطن الكبير الأستاذ إبراهيم خفاجي. ناصر الغربي - الرياض