«طائر الصدى» رواية ثانية للكاتب السوري الشاب مناف زيتون صدرت حديثاً عن دار «نوفل» - «هاشيت أنطوان». وطائر الصدى، أو الهامة، في معتقدات العرب طائرٌ يخرج من رأس القتيل – وفي رواياتٍ أخرى، من عنقه – الذي لم يؤخذ بثأره بعد، فيبكي عند قبره ويصرخ: اسقوني من دم قاتلي، فإذا أخذ الثأر طار. أمية ابن ضواحي دمشق، يتيم الأم منذ الولادة، يرى حلماً غريباً ينتهي بصوت يحدثه ولا يراه، لتنكشف في ما بعد صحة تفاصيل أماكن لم يزرها لكنه رآها في حلمه، مطلقاً إشارة الانطلاق لقصتين متوازيتين: الأولى قصته مع رنوى التي رآها ورأى تفاصيل منزلها في حلمه الأول، ليقود كشفه عن معرفته بالمكان إلى قصة ضبابية الهوية بينهما. وفي البعد الآخر، حيث تمكث الأحلام، تتطور علاقة أمية بذلك الصوت الذي يحدثه أحياناً في أحلامه، ويتلاعب به وفقاً رغباته أو رغبات أمية. مناف زيتون كاتب وصحافي سوري (مواليد عام 1988)، خرّيج كلّية الإعلام في جامعة دمشق. نشر على الإنترنت بعض الكتابات الأدبيّة، من ضمنها سلسلة من القصص القصيرة تحت عنوان «الفزّاعة». «طائر الصدى» هي الرواية الثانية له بعد «قليل من الموت»، التي أُدرجَت ضمن اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب. ومن نص الغلاف الخلفي للرواية: «غرباء نلتقي. ولكنْ، خلف وجوهنا التي لم تروّضها الألفة، حبلٌ سرّي يربط حيواتنا ويسري بيننا كتيّار غامض. حبلٌ يلتفّ حول أعناقنا بإصراره المرعب. الماضي لا يمضي مهما دُفن عميقًا. يظلّ صدى يجذبنا نحو الآخَر ويسيّر خطانا دافعاً إيّانا نحو مصائر لا فكاك منها. أميّة، بطل هذه الرواية، علق في الفخ – هل هو فخّ؟ – صوتٌ شكسبيريّ الطابع يستنهض أبغض ما فيه، وأحلى ما فيه. يلاحقه، يقبض عليه في خانة «اليك»، ويرمي به إلى حدود أكثر المشاعر الإنسانية تطرّفاً: الحب والقتل... العيش. في مساحة ملتبسة بين الحلم والواقع، حيث المرايا كاذبة والصور العائلية باهتة، يعيش أميّة. هناك يعشق. هناك يقتل. يتقصّى ماضيه ويتلمّس مستقبله. هناك يواجه مصيره. وحده».