ضمن أنشطة مقهى مكة الثقافي أقيمت أخيراً أمسية تكريمية شعرية للشاعر عبدالله بيلا بعد فوزه بجائزة «ليالي الشعراء» بجازان. بدأت حفلة التكريم بكلمة مقتضبة لرئيس المقهى الثقافي ومقدم الأمسية الروائي فوزي المطرفي. قال فيها إن المقهى الثقافي بالنادي حقق من خلال نشاطاته الإبداعية معنى المسمى العام للنادي الثقافي الأدبي وأن جمهوره الحاضر النوعي هو الرهان الحقيقي الباحث عن الإبداع، ثم شكر إدارة النادي على تسهيل مهام المقهى ليقوم بدوره في خدمة المشهد الثقافي. ومن الجانب النسائي قدمت مديرة الأمسية الكاتبة إيمان الأمير سيرة ذاتية عن الشاعر، ثم بدأت الأمسية بثلاث جولات قرأ فيها الشاعر نصوص شعرية عدة، منها «ورق أبيض»، «قراءة لصباح مكرر»، «تساقط زمن».. واختتمها برسالة إلى سيد البيد، وقد تنوعت القصائد بين العمودية والتفعيلة، مضفياً عليها الشاعر غنائية واضحة بصوته الجميل وإلقائه المميز. في ختام الأمسية بدأت مداخلات الضيوف بتعليق الدكتورة نادية بخاري التي أبدت ملاحظتها على علاقة الصداقة بين الشاعر والزمن، لافتة إلى مسألة التأمل الزمني الذي تموج به قصائد الشاعر بيلا، وكأنه يرسم لوحات تشكيلية تسترعي الانتباه والإصغاء، فيما سألت ثريا بيلا الشاعر بمن تأثر وكيف يرى المشهد الشعري الفصيح في ظل طغيان الشعر العامي؟ أما الناقدة أمل القثامي فذكرت أن لغة الشاعر «متجاوزة وموغلة في الحزن حتى على مستوى قصائده التي تحمل الفرح والأمل»، وأن هناك تقارباً بين طريقة الشاعر ولغته. واختتمت إيمان الأمير مداخلات الجانب النسائي بقولها: إن هذه النصوص تحمل أكثر من إيحاء، شاكرة المساء والحضور والشعر والشاعر. ومن الجانب الرجالي ألمح الشاعر خالد قمّاش إلى أن قصائد الشاعر «حمالة أوجه ومفتوحة على قراءات عدة»، واستشهد بقصة الشيخ البغدادي الذي كان يشرح لطلابه معنى بيت شعري لأبي نواس لم يكن يعرف تأويله الشاعر ذاته، ثم تداخل الشاعر محمد سيدي بشهادة كتبها بمناسبة فوز الشاعر بالجائزة قائلاً: «التطور والتجدد هو سمة من سمات تجربة الشاعر عبدالله بيلا، حيث يملك أسلوباً خاصاً وعلى رغم كتابته للتفعيلة إلا أنه حافظ على أصالته الشعرية العامرة بالإشارات والرموز». واختتمت المداخلات بتعليق من الصحافي أحمد حلبي، الذي أشار بأن هذه الأمسية أعادته سبع سنوات إلى الوراء حينما أرسل الشاعر بيلا له نصاً لينشره في مجلة «التجارة والصناعة»، وأكد أن صحفنا المحلية غائبة عن نتاج الشباب الإبداعي.