أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأوكراني اندريه ليسينكو أمس، أن روسيا تحشد قواتها على الحدود، وأن انفصاليين «مدعومين من مرتزقة روس»، فتحوا النار على حرس الحدود الأوكرانية في محاولة لإدخال عربات مدرعة إلى البلاد. واتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ضباطاً في الجيش الروسي بقتال القوات الأوكرانية إلى جانب الانفصاليين الذي يستخدمون نظاماً صاروخياً روسياً جديداً. وقال ليسينكو: «روسيا ماضية على طريق تصعيد الأزمة شرق أوكرانيا. وخلال الساعات ال24 الأخيرة، رصدنا نشر وحدات روسية ومعدات عسكرية عبر الحدود، انطلاقاً من نقطتي سومي ولوغانسك الحدوديتين، وأطلق الانفصاليون النار على قواتنا قرب نقطة دياكوف الحدودية». وزاد: «مسار الأحداث في الأيام الأخيرة يظهر بدء روسيا مساراً تصعيدياً للصراع في دونباس»، متهماً الانفصاليين بقصف منطقة سكنية روسية، حيث قضى رجل وجرح اثنان بسقوط قذيفة، وهو حادث حمّلت موسكو مسؤوليته للقوات الأوكرانية. ونقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية عن مصدر قريب من الكرملين أن روسيا تدرس إمكان توجيه «ضربات محددة الأهداف على مواقع إطلاق النار في أوكرانيا، لأن لصبرنا حدوداً» بعد قصف المدينة الحدودية. لكن الكرملين نفى هذا الأمر، وقال الناطق باسمه ديميتري بيسكوف: «المعلومات عن تفكير روسيا في ضربات ليست صحيحة، ولا معنى لها». وكان نائب رئيس الغرفة العليا في البرلمان الروسي ايفغيني بوشمين قال أول من أمس إنه «يجب استخدام أسلحة دقيقة الأهداف لتدمير الذين أطلقوا هذه القذيفة». وأعلن الجيش الأوكراني إنهاء حصار الانفصاليين لمطار لوغانسك، وإلحاق طائراته الحربية خسائر فادحة بهم، وتدمير قافلة مدرعة عبرت الحدود من روسيا. ودعِي السفراء المعتمدون في كييف أمس إلى اجتماع في مقر الرئاسة لإطلاعهم على إثباتات مادية على تتهم روسيا بتقديم دعم للانفصاليين. في المقابل، أعلن الانفصاليون إسقاط طائرة شحن عسكرية أوكرانية من طراز «آن 26» قرب لوغانسك، ومشاهدة ثلاث مظلات في السماء، واعترفوا بسقوط 30 مقاتلاً متطوعاً بنيران أوكرانية أطلقت على قرية اوليكساندريفكا. وشملت الاشتباكات، بحسب الجهاز الإعلامي «لجمهورية لوغانسك الشعبية»، بلدات ماتاليست (شمال) وأولكساندريفكا (غرب) وغيورغييفكا ورسكوشنا (جنوب غرب) والمطار (جنوب) بلوغانسك التي أعلنت بلديتها مقتل 3 مدنيين وجرح 14 في الساعات ال24 الأخيرة. ويبدو السعي إلى اتفاق سياسي في طريق مسدود، إذ لم يثمر لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انغيلا مركل في ريو دي جانيرو أول من أمس إلا اتفاقهما على وجوب بدء مفاوضات مباشرة بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين في أقرب فرصة، للتوصل إلى وقف للنار. لكن تنفيذ هذا الأمر يصطدم منذ أيام باشتراط أوكرانيا استعادة السيطرة على حدودها، وهو ما ترفضه روسيا والمتمردون ضمناً، لكن بحزم. على صعيد آخر، طالب ديميتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي، المعروف بتصريحاته النارية، أعضاء وفد بلاده إلى معرض «فارنبورو» الجوي العودة إلى بلادهم، بعد رفض السلطات البريطانية منح تأشيرات دخول لممثلين رسميين روس «بسبب نشاطات روسيا في أوكرانيا»، وإعلانها أنها ستسحب روسيا من لائحة الدول التي يحق لها شراء طائرات بريطانية كي لا تشجعها على المشاركة في معرض صناعات الطيران. وكان الديبلوماسي الروسي أليكسي ميشكوف «أسف للتحرك السياسي البريطاني، فيما اعتبر سيرغي كورنيف، مدير مبيعات الطائرات العسكرية لدى مجموعة «روسوبورونكسبورت» العامة الروسية للتسلح، أن رفض منح تأشيرات «لقسم كبير من الوفد الروسي مؤشر غير صحي للمنافسة غير الشريفة، والضعف نوعاً ما، وقد تكون له تبعات سلبية على صورة البلاد المضيف». وقرر بنك «سبيربنك» الروسي العام إلغاء مشاركته في المعرض، لكن شركات كبيرة بينها «هيليكوبتر روسيا» أبدت رغبتها في البقاء في فارنبورو. وسبق أن واجه الوفد الروسي صعوبات في الحصول على تأشيرات الدخول اللازمة للنسخة السابقة من المعرض عام 2012.