ارسل الجيش الأوكراني مقاتلات لقصف مواقع يستخدمها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق لشن هجمات صاروخية على عسكريين قرب الحدود. جاء ذلك بعد ساعات على توعد الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو ب«الانتقام بعشرات ومئات» لكل جندي قضى بقصف صاروخي نفذه المتمردون على موقع زيلينوبيليا الحدودي بمنطقة لوغانسك أول من أمس، والذي أسفر عن مقتل 23 جندياً وجرح حوالى مئة آخرين. وأمس سقط جنديان على الأقل وجرح 20 آخرون في هجوم بقذائف مورتر وصواريخ على نقاط تفتيش عسكرية في دياكوف ونيجنوديرفيتشكا قرب لوغانسك. وناقش بوروشينكو في كييف مع رئيس بلدية دونيتسك، اولكسندر لوكيانتشنكو، الاجراءات التي ستسمح بتفادي اراقة دماء واللجوء الى الطيران والمدفعية الثقيلة في المدينة، لتفادي سقوط ضحايا وتدمير البنى التحتية الحيوية، في وقت يصر الانفصاليون، على القتال، ويملكون ترسانة وفيرة بينها اسلحة مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ غراد (كاتيوشا سابقاً او ما يسمّى ارغن ستالين). واختار سكان كثيرون في دونيتسك عدم المجازفة بالبقاء، وغادر 70 ألفاً من حوالى مليون منهم المدينة مع استمرار عمل القطارات. في غضون ذلك، عرضت موسكو على مجلس الأمن «عناصر» قرار يطالب كييف والانفصاليين الموالين لروسيا بوقف النار، ويعطي دوراً اكثر أهمية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، من دون ان تطلب اجتماعاً للمجلس حول الموضوع حالياً. لكن يصعب قبول اوكرانيا هذه الفكرة لأنها تخشى تحول الشرق الى دولة مصغرة تخضع لروسيا في شكل دائم، على صورة اقليم ابخازيا في جورجيا او ترانسدنيستريا في مولدافيا، خصوصاً ان مسؤولي «جمهورية دونيتسك الشعبية» طالبوا روسيا بالاعتراف ب «دولتهم». على صعيد آخر، أصدر الاتحاد الأوروبي قرارات حظر سفر وتجميد أصول ضد الزعيم الانفصالي الأوكراني ألكسندر بوروداي و10 متمردين آخرين، لتفادي فرض مزيد من العقوبات على شركات روسية. الى ذلك، رفضت السلطات البريطانية منح تأشيرات دخول لرسميين روس يريدون المشاركة في معرض «فارنبورو» لصناعة الطيران الذي يفتتح غداً، في اطار العقوبات المرتبطة بأزمة اوكرانيا. وأسفت السفارة الروسية في لندن للقرار «خصوصاً ان وزارة الصناعة والتجارة ووكالة الفضاء الروسية والوكالة الفيديرالية للطيران المدني وعشرات الشركات الروسية توقعت ارسال ممثلين عنها الى المعرض». وطالبت بتوضيحات عاجلة من الخارجية البريطانية، فيما كشف مصدر في موسكو ان الرفض «يضر باحتمال اجراء محادثات مهمة بين شركة تصدير الأسلحة الروسية «روسوبورن اكسبورت» ومستثمرين اجانب». وكانت لندن قررت في 18 آذار (مارس) الماضي تعليق أي تعاون عسكري مع روسيا، بينها اجازات تصدير سارية، وذلك رداً على ضم روسيا شبه جزيرة القرم الاوكرانية الى اراضيها.