فيينا - أ ب، رويترز، أ ف ب - سعى وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والترويكا الأوروبية في فيينا أمس، إلى ردم «فجوات ضخمة» في المفاوضات مع إيران لتسوية ملفها النووي، قبل أسبوع من انتهاء مهلة لإبرام اتفاق نهائي يطوي هذا الملف. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن وزراء الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ والألماني فرانك فالتر شتاينماير ناقشوا، في حضور نظيرتهم الأوروبية كاثرين آشتون، «القضايا الخلافية في نص الاتفاق الشامل». وكتب ظريف على موقع «تويتر»: «يمكننا صنع التاريخ حتى الأحد المقبل. الثقة طريق ذو اتجاهين، ويجب معالجة هواجس كل الأطراف لإبرام اتفاق». وأضاف: «لن أشارك في توجيه اللوم أو التلاعب، هذا ليس أسلوبي، بل في جهد صادق من اجل التوصل إلى اتفاق. وأتوقع الأمر ذاته» من مفاوضي الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). وكان الوزير الإيراني كرّر أن بلاده لا تسعى إلى صنع قنبلة ذرية، واصفاً مبدأ الردع النووي بأنه «جنون». وقال لشبكة «أن بي سي» الأميركية: «باكستان التي تملك سلاحاً نووياً، ليست أقوى من إيران». وسأل: «هل ساهم السلاح النووي في صون إسرائيل وأميركا أو روسيا؟». وتابع: «علينا مواصلة طريقنا لنقنع جيراننا بأننا نريد العيش معهم في أمن وسلام». أما عباس عراقجي، نائب ظريف، فأشار إلى «خلافات في شأن كل القضايا الرئيسة والمهمة»، معدّداً «تخصيب اليورانيوم والعقوبات، والجدول الزمني لإعادة الملف (النووي) الإيراني إلى مساره الطبيعي، إضافة إلى مسألتَي مفاعل آراك ومنشأة فردو» للتخصيب. وأضاف: «لم نتمكن من تضييق الفجوات في شأن القضايا الكبرى، ولم يتضح إن كان في إمكاننا فعل ذلك. مسائل كثيرة تحتاج إلى قرارات سياسية صعبة، ونأمل بأن يكون الوزراء على استعداد لاتخاذ هذه القرارات». واعتبر أن الأسبوع المقبل سيشهد «مفاوضات شاقة ومعقدة وصعبة»، وتابع: «ثمة احتمال لتمديد المحادثات لأيام أو أسابيع، إذا أُحرز تقدّم». في السياق ذاته، قال كيري: «لدينا فجوات ضخمة جداً، ونحتاج إلى معرفة هل يمكننا تحقيق تقدّم. إنه أمر حيوي التأكد من أن إيران لن تطوّر سلاحاً نووياً وأن برنامجها سلمي». وكان مسؤول أميركي بارز أشار إلى «مواقف متباعدة جداً في شأن مسائل، خصوصاً القدرة على تخصيب اليورانيوم»، وزاد: «حقّقنا تقدّماً، لكن إيران لم تتزحزح في مسائل أساسية، من منظورنا، عن مواقف غير مناسبة وغير عملية، وهذا ما لا يطمئننا إلى أن برنامجها محض سلمي». وأشار مسؤول أميركي بارز آخر إلى صعوبة مناقشة تمديد المحادثات، من دون تحقيق «تقدّم ملموس في شأن مسائل رئيسة». وحض نائب وزير الخارجية الصيني لي باو دونغ «جميع الأطراف على إظهار ليونة وإرادة سياسيين»، مضيفاً: «وصلنا إلى مرحلة حرجة، وعلينا التقدّم».